الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخوها يمنعها ميراثها فهل لها أن توسط أعمامها

السؤال

والدي توفي منذ 7 سنوات ولم يقسم الميراث حتى الآن وله 5 شقق وأراض زراعية وأراض بناء وأخي يسكن في شقة عند زواجه من هذه الشقق في حياة والدي، حيث إن الشقة التي يسكن فيها أخي من ثلاث شقق في عمارة واحدة وشقة في عمارة أخرى في مدينة غير التي يوجد فيها الثلاث الأولى، والشقة الخامسة هي في بيت العائلة مع أعمامي وتسكن فيها أمي وأختي غير المتزوجة، وعمر أختي 36 سنة وبعد وفاة والدي أخذ أخي شقة أخرى في نفس العمارة التي يسكن فيها دون أن يعطينا حقنا وكل ما أطلب من أمي ـ أنا وأختي ـ حقنا تقول عيب، لأنها تخاف من أخي جداً، لأنه الوحيد وأعمامي لا يقولون كلمة حق، لأنهم لا يريدون أن يغضبوا ابن أخيهم أيضا، لأنه وحيد وأنا متزوجة وعندي من الأولاد 4 وأسكن بالإيجار وحين طلبت من أخي شقة أسكن فيها بدل الإيجار قال لي زوجك هو المفروض أن يأتيك بشقة ولا أعرف ماذا أفعل من أجل أن أحصل على ميراثي؟ أفيدوني هل لو طلبت الميراث من أعمامي أكون مخطئة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يحل لأحد أن يمنع وارثاً من حقه في الإرث، فقد قال الله تعالى بعد أن بين أنصبة المواريث: تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ* وَمَن يَعصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ {النساء:13-14}. قال السعدي: أي: تلك التفاصيل التي ذكرها في المواريث حدود الله التي يجب الوقوف معها وعدم مجاوزتها ولا القصور عنها. انتهى.

ونصيب الإناث من التركة حق لهن، لا منة لأحد في بذله وإيصاله إليهن، وأما ما جرت به العادة في بعض البلدان من إغفال هذا الحق والتهاون في أدائه، فهو ظلم بين وتعدٍ لحدود الله تعالى، وليس على من طالب بهذا الحق من حرج، بل الحرج على من منعه وضيق عليه وألجأه إلى الخصومة، ومع ذلك فننصح السائلة أن تستعمل الرفق - ما أمكنها - في المطالبة بحقها، صلة للرحم وإبقاء للمودة، ويحسن أن توسط في ذلك أهل الخير والحكمة من الأعمام، أو غيرهم من الأقارب والمعارف الذين يمكنهم أن يقيموا العدل الذي أمر الله به دون اللجوء إلى القضاء، فإن تعسر ذلك فلترفع الأمر للقاضي الشرعي لفصل الحكم وإيصال الحق لذويه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني