الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سمع أذان الفجر وغلبه النوم فاستيقظ بعد الشروق

السؤال

سمــت فتوى لـلجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء تقول التالي: تركه لصلاة الصبح من غير نوم ولا نسيان بل تكاسلا عنها حتى تطلع الشمس كفر أكبر على الصحيح من قولي العلماء، وعلى هذا القول صيامه غير صحيح، وأما تأخيره لصلاة العصر إلى قبيل غروب الشمس فذلك من صفات المنافقين كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه إذا أداها في ذلك الوقت أجزأته ولا يفسد بذلك التأخير صيامه وعليه التوبة من ذلك والواجب عليه أن يصليها قبل أن تصفر الشمس في المسجد جماعة مع المسلمين.وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
وأنا ذات مـــرة استيقـظت الفجــر ففتحت عيني فقط وأنا مستلق على السرير وسمعـت أذان الفجــر فقلت وأنا على السرير سأنام قليلا إلى الإقـامـة، أو أقــول غلبني النــوم، ثم استيقظت مــرة أخـرى ففتحت عيني وكـانت الشمـس قـد أشـرقت فكملـت نـومي ثم بعــدها استيقظت وقمـت مـن فـراشي وصليت بعـد شــروق الشمس، فهــل كفــرت بهـذا الشيء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولا أن العلماء مختلفون في حكم من ترك الصلاة متعمدا هل يكفر كفرا ناقلا عن الملة أو لا؟ وخلافهم وبيان المرجح عندنا وأنه لا يكفر كفرا ينقل عن الملة ـ كما هو قول الجمهور ـ مبين في الفتوى رقم: 130853

وما حصل منك لا يدخل في هذه المسألة، لأنك لم تتعمد إخراج الصلاة عن وقتها, وإن كنت أخطأت حين استجبت لوسوسة الشيطان وأجلت القيام إلى الصلاة مما أدى إلى فوات وقتها, ولكن ما دمت تظن أنك تستيقظ قبل خروج الوقت فنرجو أن لا يلحقك إثم ـ إن شاء الله ـ وأما إن كنت تعلم أنك لا تستيقظ إلا بعد خروج الوقت فقد أثمت بذلك وعليك التوبة النصوح إلى الله تعالى, وانظر لبيان حكم النوم بعد دخول وقت الصلاة الفتوى رقم: 141107

وكان ينبغي لك كذلك أن تبادر بفعل الصلاة حين استيقظت بعد طلوع الشمس وأن لا تواصل النوم، فإن كثيرا من العلماء ذهبوا إلى أن قضاء الصلاة يجب على الفور, وإن كان كثير منهم قد ذهبوا إلى أن القضاء يجب على التراخي إن كان التأخير بغير تعمد, وعلى هذا القول فلا إثم عليك فيما وقع منك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني