الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوز في الإسلام الزواج من مسلم لا يصلي؟ وهو لا يصلي ليس بسبب جحوده للصلاة, ولا بسبب التكاسل بل لأنه لم ينشأ في بيئة إسلامية، وهو خلوق مؤمن بالله وبرسله ولا يقرب المحرمات، صليت صلاة الاستخارة ورأيت في المنام أنني أطلب يده للزوج, فما معنى هذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فترك الصلاة أمر خطير وكبيرة من كبائر الذنوب، ويكفي في الدلالة على خطورته أن من أهل العلم من ذهب إلى القول بكفره وخروجه عن ملة الإسلام ولو لم يجحد وجوبها، ولكن جمهور العلماء على خلافه وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 1145.

وعلى القول بكفره فلا يجوز للمسلمة الزواج منه، لأن الله تعالى قال: وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ {البقرة:221}.

وعلى مذهب الجمهور يجوز الزواج منه، ومع هذا فلا ينبغي للمؤمنة أن تقبل به زوجا، لأنه غير مرضي في دينه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي.

ومثل هذا الرجل لا ينبغي الاستخارة في الزواج منه، فالاستخارة تكون في المباح لا في الحرام، أو المكروه كما بينا بالفتوى رقم: 93254.

والزواج من تارك الصلاة أقل أحواله الكراهة، وأما مجرد الرؤيا بعد الاستخارة فلا ينبني عليها شيء، وقد تكون الرؤيا مجرد حديث نفس، وإن كان هذا الشاب نشأ في بيئة بعيدة عن الإسلام بحيث لا يتوفر العلم الشرعي فينبغي أن يعلم ويبين له أن الصلاة فريضة، فإن استجاب وواظب على صلاته فلا حرج في قبوله زوجا، وإن استمر على ترك الصلاة فالأمر فيه كما علمت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني