الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرجل الذي خاصم الزبير في شراج الحرة

السؤال

قال ابن ماجة في سننه: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحِ بْنِ الْمُهَاجِرِ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ, أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ، فِي شِرَاجِ الْحَرَّةِ الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ، فَأَبَى عَلَيْهِ، فَاخْتَصَمَا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ: اسْقِ يَا زُبَيْرُ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ, فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: يَا زُبَيْرُ، اسْقِ، ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ, قَالَ: فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللَّهِ، إِنِّي لأَحْسِبُ هَذِهِ الآيَةَ، نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}. المطلوب والمسوؤل أنه ما هو القول المحقق في المراد بالرجل المذكور في هذه الجملة لهذا الحديث "أن رجلا من الأنصار" وهكذا من فضلكم دلوني على أن من القائل لهذه الجملة "قال فقال الزبير" يعني من فاعل "قال" الأول.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف العلماء في تعيين هذا الرجل الذي صدر منه هذا القول، والمعبر عنه في الحديث بـ (رجل من الأنصار)، فقال بعض العلماء: إنه حاطب بن أبي بلتعة، وقال بعضهم: إنه ثابت بن قيس بن شماس، وقال بعضهم: بل هو ثعلبة بن حاطب، وقال بعضهم بخلاف ذلك، جاء في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: قال شيخنا لم يقع تسمية هذا الرجل في شيء من طرق الحديث فيما وقفت عليه، ولعل الزبير وبقية الرواة أرادوا ستره لما وقع منه... وقد سماه الواحدي في أسباب النزول وقال: إنه حاطب بن أبي بلتعة، وكذا سماه محمد بن الحسن النقاش ومكي والمهدوي ورد عليهم بأن حاطباً مهاجري وليس من الأنصار، ولكن يحسن حمله على المعنى الذي ذكرناه، وقال الواحدي وقيل: إنه ثعلبة بن حاطب، وقال ابن بشكوال في المبهمات: وقال شيخنا أبو الحسن مغيث مراراً إنه ثابت بن قيس بن شماس. قال: ولم يأت على ذلك بشاهد ذكره. انتهى.

ولم نطلع فيما أتيح لنا من مصادر على من حقق القول في تعيين هذا الرجل.. أما فاعل (قال) في قوله (قال: فقال الزبير) فهو عروة بن الزبير، كما جاء في شرح السنن للإمام البغوي، قال: عروة، قال: الزبير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني