الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النهي عن الجلوس على القبر والمشي عليه

السؤال

عن الدفن: تحفر حفرة 2متر في 1متر على عمق 2متر ثم يحفر في الحر الحفرة من أسفل بالجانب 2متر في 1متر عمق 80 سم، وبعد الدفن يقوم المشيعون ببناء أعلى الحفرة الأولى بارتفاع طوبة تحديد القبر، فهل التحديد يكون فوق الجثمان أم أعلى الحفرة؟ وهل الجلوس على البناء هذا مكروه؟ أم الجلوس عندما يكون فوق القبر مباشرة؟ وماذا نفعل في هذا الأمر يعني كل المارة في المقابر يمشون على المقابر أرجو أن يتسع صدر فضيلتكم إلى هذا الأمر، لأن سؤالي فيه عدد من الأسئلة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السؤال ليس واضحا.. ثم إنه قد اختلف أهل العلم في تعميق القبر مع اتفاقهم على حتمية ما قد يحفظ به القبر من نبش السباع ومن صدور الرائحة منه، فقد ذهب الجمهور إلى تعميقه بقدر قامة، أو نصفها، وذهب المالكية إلى استحباب عدم عمقه وهو مروي عن عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ ودليل مذهب الجمهور حديث الترمذي وابن داود: احفروا وأوسعوا وعمقوا.

وقد بينا صفة اللحد في الفتوى رقم: 504

وأما الجلوس على القبر والمشي عليه فمنهي عنهما، لما في الحديث: لا تجلسوا على القبور. رواه مسلم.

وفي الحديث: لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر. رواه مسلم.

وظاهر كلام الفقهاء أن التحريج إنما يعنى به المكان الذي يوجد به الميت، فقد قال خليل في المختصر: والقبر حبس لا يمشي عليه ولا ينبش ما دام به. اهـ.

والمراد أنه ما دام لم تأكله التراب بالكامل بحيث لم تبق له عظما فتبقي له حرمته، وإذا أكلته جاز أن يحفر ليدفن به ميت آخر، بل جاز عند الجمهور غير المالكية أن يستخدم فيما يصلح له من زراعة، أو بناء، وإذا كان هذا المنع مقيدا بأن يكون الميت لا يزال بالقبر فالظاهر أن المحل الذي لا يوجد به الميت أصلا لا حرمة له، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 95838 32705 19135.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني