الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز الاختلاء والجلوس مع الخطيبة مترتب على العقد

السؤال

أنا في حيرة من أمري، فأنا مخطوبة منذ عام تقريباً لدكتور مثلي، حيث إننا ننتظر بعثة لمواصلة الدراسة والتحضير للدكتوراه بالخارج إذا شاء الله، ولكن إلى ذلك الحين المبهم لا أكذبكم القول لا هو ولا أنا نستطيع الانتظار دون أن نرى بعضنا، علماً بأنه كان يأتي لزيارتي في المنزل، غير أنني قرأت عن خطأ ذلك في إجاباتكم حول هذا الموضوع، وحتى أكون واضحة مع نفسي ومع الله أنا لا أستطيع رفض زيارته أكثر من ذلك، علماً بأنني أعرف كل شروط الزيارة في الإسلام، فماذا أصنع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان المراد بالخِطبة هو عقد النكاح، فلا حرج في هذه الزيارة، لأن المرأة تعتبر -في هذه الحال- زوجة، وراجعي بهذا الخصوص إجابتنا: 3561.

وأما إذا كان المقصود بالخطبة هو الرؤية للمخطوبة، وإرادة الزواج، فلا يجوز للخاطب الذي هذه صفته أن يدخل على المخطوبة مرة ثانية ولا أن يراها، لأنها تعتبر أجنبية عنه، حتى يعقد النكاح، وإنما أذن له في النظر إليها حين الخطبة ليرتفع عنه احتمال الغرر والجهل، ولما ورد في ذلك من الرخصة الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذا فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف عورتها أو تختلي بخطيبها أو تجلس معه أكثر من القدر المرخص فيه شرعاً، حتى يتم العقد الشرعي.

وعلى المسلمين أن لا يتساهلوا في هذه الأمور، فإن التساهل بها -مع أنه محرم شرعاً- قد يؤدي إلى ما لا تحمد عواقبه، وعلى المسلم أن يتذكر أن صبره عن محبوبه ومشتهياته في الدنيا أهون بكثير من الصبر على ما يترتب على المخالفة لأوامره تعالى، وانتهاك حرماته من الخزي في الدنيا والعذاب في الأخرى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني