الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزيادة في ثمن السلعة لإغرء الغير بالشراء

السؤال

حصل أمامي الحدث التالي: جاء شخص يريد أن يشتري عقارا من شخص آخر، وبطبيعة الحال البائع يرغب بسعر عال جدا يساوي 30000، والمشتري يرغب بسعر 22000 مما يعني أن الفرق كبير، فلجأ البائع إلى خطة كانت كما يلي: اتفق مع سكرتيرته على أن تدعي أنها سكرتيرة رجل أعمال أوفدها للتفاوض مع البائع على العقار، حيث حضرت عندما كان البائع الذي هو مديرها يتفاوض مع المشتري، وقالت: إنها سكرتيرة رجل أعمال يرغب بشراء العقار ومستعد لدفع مبلغ 30000 وحدة نقدية، فقال لها البائع ( مديرها حقيقة) إن هذا السعر هو المعروض علي من قبل المشتري الذي كان حاضرا الجلسة، ولكن لا يمكن أن أبيع بهذا السعر، فرفعت السكرتيرة السعر إلى 35000، فقال المشتري للبائع أعتقد أنني اتفقت معك على السعر، فاعتذر البائع من الفتاة وذهبت. حيث تم عقد الصفقة مع المشتري على أساس 32000 وحدة نقدية.
هل يمكن اللجوء إلى مثل هذه الخطة للحصول على سعر أعلى عند بيع السلع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا هو النجش المحرم شرعا لما فيه من التغرير بالمشتري وخداعه بتلك الحيلة المحرمة، وأكل ماله بالباطل، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}

وقال صلى الله عليه وسلم: لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تناجشوا، وكونوا عباد الله إخوانا. متفق عليه، واللفظ لمسلم.

والنجش هو أن يزيد في سعر السلعة من لا يريد شراءها بل ليغرَّ غيره.

وجاء في روض الطالب: والنجش حرام، وهو أن يزيد في الثمن بلا رغبة بل ليغرَّ غيره. انتهى.

قال في الشرح: الأجود حذف قول ليغر غيره، لأنه إذا زاد لينفع البائع ولم يقصد أن يغر غيره كان من صور النجش. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني