الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤية الملائكة ممكنة في اليقظة والمنام

السؤال

سؤالي هو: أنني شاهدت مقاطع فيديو في صفحات الإنترنت تبين ظهور الملائكة على سطح الكعبة المشرفة نرجو بيان مدى صحة ذلك الشريط،حيث إننا نريد التأكد من ذلك، وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نستطيع الحكم على ما في هذا الشريط ولا على ما ذكرت أنه يرى فيه، لكن الذي نجزم به هو أن بيت الله الحرام: محط الرحمات والبركات، وأشرف بقاع الأرض، ولا يخفى ما فيه من كثرة أنواع العبادات من الطواف والصلاة والتلاوة والذكر والاعتكاف والصدقات، فلا يستغرب تنزل الملائكة عليه، وقد عقد البخاري في صحيحه بابا لنزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن، وعلق تحته حديث أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكتت، فقرأ فجالت الفرس فسكت وسكتت الفرس، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ يا ابن حضير، اقرأ يا ابن حضير قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا فرفعت رأسي فانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها، قال: وتدري ما ذاك؟ قال: لا، قال: تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم.

وروى الشيخان من حديث البراء بن عازب ـ رضي الله عنهما ـ قال: قرأ رجل الكهف وفي الدار الدابة فجعلت تنفر فسلم، فإذا ضبابة، أو سحابة غشيته، فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: اقرأ فلان، فإنها السكينة نزلت للقرآن.

وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده.

وروى الدارمي عن أبي هريرة أنه كان يقول: إن البيت ليتسع على أهله وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويكثر خيره أن يقرأ فيه القرآن، وإن البيت ليضيق على أهله وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين ويقل خيره أن لا يقرأ فيه القرآن.

والمقصود أن تلاوة القرآن والصلاة ونحو ذلك من العبادات، من أظهر أسباب تنزل الملائكة، فأي غرابة أن تتنزل على بيت الله الحرام، محل الطائفين والعاكفين والقائمين والركع السجود!! ورؤية الملائكة ممكنة في اليقظة والمنام، كما سبق أن بيناه في الفتويين التاليتين: 67492 // 68710. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني