الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المصافحة بريد الزنا

السؤال

كيف تكون المصافحة بين الرجل والمرأة مقدمة للزنا (المقدمات التي تؤدي إلى الكبائر والرذئل)؟ نرجو إلقاء الضوء على هذا الموضوع. ولكم منا جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من رحمة لله عز وجل بعباده أنه إذا حَرَّم شيئاً لما فيه من الضرر والقبح، حرَّم الأسباب الموصلة إليه، وذلك لعلمه سبحانه بطبيعة النفس البشرية، وقد قال سبحانه: (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك:14] .
فكيف يتصور على الحكيم الخبير أن يحرم الزنا ثم يبيح ما يوصل إليه ويتسبب في وقوعه، كالمصافحة للأجنبيات، والنظر إلى غير المحارم، والخلوة بالأجنبية، ونحو ذلك مما قد يؤدي إلى هذا الذنب الكبير.
وهل يكون إباحة الوسائل التي تسوق إلى الحرام ثم إلزام الإنسان باجتناب ذلك الحرام، هل يكون هذا إلاَّ من باب قول الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
والخلاصة: أن شريعة الإسلام هي شريعة الرب العليم الحكيم المنزه عن العبث في خلقه وأمره، ولذلك فلا عجب أن تأتي موافقة للعقول الصريحة والفطر المستقيمة، ومن ذلك تحريم ما يؤدي إلى الحرام حتى أصبح من قواعد الشرع المعروفة عند العلماء: أن الوسائل لها أحكام المقاصد.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني