الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ذبح الحمير لإطعام الحيوانات

السؤال

ما حكم الدين في شخص صاحب حديقة حيوانات يضطر إلى ذبح الحمير لإعطاء لحمهم كغذاء للحيوانات

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ....أما بعد:

فالبهائم والطيور والنمل وغير ذلك من الدواب أمم تعبد الله وتسبحه كما قال الله تعالى : ( تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) [الإسراء:44] فلا يجوز قتل شيء منها إلا المؤذي أو الصائل أو ما رخص الشرع في قتله كالفواسق الخمس - الحية والعقرب والغراب والحدأة والكلب العقور - أو ما أباح الله تذكيته أو اصطياده لأكله، وما سوى ذلك فلا يجوز قتله عبثاً لغير غرض صحيح، خصوصاً ما ورد النهي عن قتله كالنمل والصرد والضفدع. وقد روى الشافعي وأحمد والنسائي وابن حبان عن عمرو بن الشريد قال : سمعت الشريد يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " من قتل عصفوراً عبثاً عج - رفع صوته - إلى الله عز وجل يوم القيامة يقول: يا رب إن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني لمنفعة " وروى الشافعي والحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من إنسان يقتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عنها، قال : يا رسول الله وما حقها؟ قال: يذبحها ويأكلها، ولا يقطع رأسها ويطرحها "، وأما قتلها لغرض صحيح أو منفعة معتبرة فلا حرج فيه، وقد نص الفقهاء على أن إمام المسلمين إذا أراد العودة ومعه مواش فلم يقدر على نقلها إلى دار الإسلام: أنه يذبحها ويحرقها بعد موتها ولا يدعها للعدو. قال صاحب العناية في شرح الهداية : " ذبح الحيوان يجوز لغرض صحيح، ولا غرض أصح من كسر شوكة الأعداء ".
والذي نراه في المسألة المسؤول عنها هو أنه لا يجوز لصاحب الحديقة ذبح الحمر ونحوها لإطعامها للحيوانات التي يربيها في حديقته، لأن هذا ليس غرضاً صحيحاً ولا منفعة معتبرة تبيح له ذبحها، لا سيما إذا أمكن أن يطعمها غير ذلك .
والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني