الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اهتداء أناس على يديك ممكن بغير هذا الطريق

السؤال

أنا شاب ولا أتمنى أن أكون مسلما كأي مسلم، بل مسلم مجتهد, قدوة, رائع, له بصمة في هذا العالم، لكي أكون حقا صورة جميلة للمسلم في بلاد الكفر وبلاد الإسلام، سمعت حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ـ أو كما قال, لذلك تمنيت أن لا أتزوج من امرأة تكون مسلمة من البداية، مع العلم أنني ـ بفضل الله ـ قرأت الإنجيل والتوراة وأملك بفضل الله من العلم ما يثبت لي أن الإسلام هو الحق لذلك توجهت إلى الشات وأنا أقسم بالله لا أملك طريقا آخر، أو لا أعرف طريقا آخر حتى أسلكه لكي أقابل امرأة كافرة فأدعوها إلى الله فأكون عونا لها على الإسلام فتسلم بأمر الله ولكن لا أريد أن أخالف قول الله ولا قول رسوله صلى الله عليه وسلم، لأنني عندما أموت لا أحد سينقذني من عذاب الله، ولكن أقسم بالله أنني أتمنى أن يرزقني الله بامرأة كافرة فتسلم بأمره بسببي فيرزقني الله منها ذرية كلها مسلمة ويكون كل هذا في ميزان حسناتي، مع العلم أنني لا أستطيع ولا أرغب أن أتزوج امرأة مسلمة من الأصل، فبالله عليكم دلوني وكونوا عونا لي بعد الله حتى يرتاح قلبي وأي طريق أستطيع أن أسلكه، مع العلم أنني لا أستطيع أن أترك هذا الأمر لأنني والله جاد ولست مخادعا، أو غشاشا فانصحوني بقول الله ورسوله، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن علو الهمة أمر محمود رغّب فيه الشرع، وهو سمت أصحاب النفوس الكريمة والفطر المستقيمة، فقد أحسنت بطلبك لمعالي الأمور وحرصك على عظائمها، لكن ذلك لا يستلزم منك أن تتزوج بامرأة حديثة الإسلام بعد أن تدعوها إليه، وإنما علو الهمة يقتضي منك أن تتمسك بدينك وتجاهد في سبيله وتسعى لنصرته والدعوة إليه بحكمة وبصيرة، أما الزواج فيكفي أن تحرص على اختيار الزوجة الصالحة صاحبة الدين والخلق التي تعينك على أمر دينك ودنياك، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 24855.

أما الدعوة إلى الله: فلا بد أن تكون على علم، كما ننبه إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يتحاور مع الكفار في شبهاتهم دون أن يكون على علم يمكنه من دفع الأباطيل وبيان الحق، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 40373.

وفيما يتعلق بالوسائل المشروعة للدعوة إلى الله راجع الفتوى رقم: 30484.

واعلم أن دعوة الرجل للنساء الأجنبيات محفوفة بالمخاطر، كما ننبه إلى وجوب الحذر من مخاطر الشبكة العنكبوتية، ولا سيّما حيث اشتدت الفتن وكثر الفساد، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 23350 1759119236.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني