الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ قرض من الادخار الإجباري لقاء زيادة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمأنا أعمل في مؤسسة والمؤسسة تدخر إجباريا مبلغا من راتبي وتضعه في بنك بفائدةويتم إعطائي المبلغ المدخر مع الفائدة عند نهاية الخدمةالمؤسسة تسمح للموظفين بأن يأخذوا جزءا من الادخار على شكل قرض بفوائد مساوية للفوائد التي يتم استثمار الأموال بها بالإضافة إلى نسبة 2% كرسوم نفقاتهل هذا القرض حلال أم حرام

الإجابــة

الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان اقتطاع هذا المبلغ إجبارياً فلا إثم عليك فيه لأنك غير مختار له، لكن عليك في نهاية الخدمة عند الحصول على هذا المبلغ أن تتخلص من الزيادة الربوية لأنها لا تحل لك، فالمال الحرام لا يدخل ملك مكتسبه، وكيفية ذلك أن تنفقه في سبيل الخير.
ولا يجوز لك أخذ قرض من هذه المؤسسة بالصورة التي ذكرتها لأنه قرض يترتب عليه فوائد ربوية، ومعلوم أن الربا محرم بنص الكتاب العزيز، كما في قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُون)َ [البقرة: 178،179] وننبه الأخ الكريم إلى أنه يجب عليه ألا يتساهل في مثل هذه الأمور لخطورتها على دينه، وعليه أن يبحث عن عمل آخر لا يوجد فيه هذا الأمر المحرم، فإن لم يجد وهو محتاج لعمله الذي هو فيه الآن، فلا إثم عليه كما سبق أن بيناه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني