الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الآية الأخيرة من سورة الكافرون...منسوخة أم لا؟

السؤال

ما معنى قول الله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها...) إلى آخر الآية؟ وهل الآية الأخيرة من سورة الكافرون قد تم نسخها؟ وما حقيقة الناسخ والمنسوخ؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى يقول: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:106].

قال ابن جرير: (مَا نَنْسَخْ) أي: ما ننقل من حكم آية إلى غيره، فنبدله ونغيره، وذلك أن نحول الحلال حراماً، والحرام حلالاً، والمباح محظوراً، والمحظور مباحاً، ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة، فأما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ. انتهى المراد منه.

وقوله تعالى: أَوْ نُنْسِهَا. قرأت بضم النون الأولى وكسر السين، وقرأت بفتح النون الأولى والسين، قال الشوكاني: فهي على القراءة الأولى بمعنى: نتركها. أي: فلا نبدلها ولا ننسخها، وهي على القراءة الثانية بمعنى: نؤخرها عن النسخ. انتهى المراد منه.

وقوله تعالى: نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا. قال الشوكاني: نأت بما هو أنفع للناس منها في العاجل والآجل، أو في أحدهما، أو بما هو مماثل لها من غير زيادة. انتهى المراد منه.

أما الآية الأخيرة من سورة الكافرون، وهي قوله تعالى: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ. فمعناها كما قال الشوكاني: أي إن رضيتم بدينكم، فقد رضيت بديني... وقيل المعنى: لكم جزاؤكم ولي جزائي. انتهى المراد منه.

أما نسخها، فقال الشوكاني: قيل هي منسوخة بآية السيف، وقيل: ليست بمنسوخة، لأنها إخبار، والأخبار لا يدخلها النسخ. انتهى المراد منه.

وأما ما يتعلق بحقيقة الناسخ والمنسوخ، فراجع الفتوى: 3715.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني