الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم بعض العبارات الشائعة في بعض المجتمعات

السؤال

جزيتم خيرا: ما حكم قول العبارات التالية: الله لا يورينا حيلة. ويحفظنا وإياكم. مالنا رب؟ وهو مثل يقال عند الإحساس بعنصرية مثلا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فالحيلة: هي ما يتوصل به إلى حالة ما في خفية، وأكثر استعماله فيما في تعاطيه خبث، وقد يستعمل فيما فيه حكمة، والحيلة من الحول لكن قلب واوه ياء ذكره الراغب، وقال أبو البقاء: الحيلة من التحول، لأن بها يتحول من حال إلى حال بنوع تدبير ولطف ويخيل بها الشيء عن ظاهره.

وفي المصباح: الحيلة الحذق في تدبير الأمور وهي تقلب الفكر حتى يهتدى إلى المقصود. اهـ من التعاريف للمناوي.

وأما العبارة المذكورة: ما لنا حيلة ـ فلا يظهر لنا المراد منها، وإذا كان يقصد بها التعريض بالآخرين، وأنهم أصحاب حيلة مكروه ونحو ذلك، فهذا غير جائز إن لم يكونوا كذلك، وتأخذ العبارة أحكام الغيبة إن قيلت في غائب.
وأما قوله: ما لنا رب. عند الإحساس بالعنصرية ـ فلعل المراد تذكير العنصريين أن رب الناس واحد، وأنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى، ومع هذا فالعبارة مستبشعة وغير مقبولة شرعا، وينبغي في مثل هذه العبارات سؤال بعض أهل العلم ببلدكم عنها إن كان يقصد بها غير ما ذكرنا ليفيدكم في شأنها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني