الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أرسل الله رسولا كرديا

السؤال

أولا أشكركم جزيل الشكر على هذا الصرح العظيم المفيد جدا والهام لتوضيح الشوائب وتسهيل معرفة الفتوى الصحيحة لكل مسلم، وسؤالي هو: هل يوجد رسل، أو أنبياء من أصل كردي؟ وصراحة سؤالي هذا بسبب كثرة التفرقة العرقية وابتعاد الكرد عن الدين واتهامهم بالكفر والوثنية، أنا لا أنكر أن هناك فئة قليلة جدا تتبع معتقدات غير جائزة، ولكن الأغلبية تتبع ديانات سماوية أنزلها الله سبحانه وتعالى لذلك أرجو منكم إجابتي على سؤالي هذا ولكم جزيل الشكر وجعلها الله لكم في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلا نعلم أن أحدا من الأنبياء، أو الرسل كان من أصل كردي، وعدم العلم لا يعني النفي، وعلى أية حال فهناك من الرسل من لا نعرفهم، فقد قال تعالى: وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ { النساء: 164}.
وقال سبحانه: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ { غافر: 78}.
وقال عز وجل: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ { إبراهيم: 9}.
قال السعدي: والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله ـ من كثرتهم وكون أخبارهم اندرست. اهـ.
وأما ما ذكره الأخ السائل من علة سؤاله، وهي كثرة التفرقة العرقية وإبعاد الأكراد عن الدين واتهامهم بالكفر والوثنية: فهذا سببه الجهل والظلم والبغي والبهتان وتضييع معالم الشريعة ومخالفة هدي الإسلام فالإسلام لا يفضل لونا على لون، ولا جنسا على جنس، وأكرم الناس في ميزان الشريعة هو أتقاهم لله تعالى، وما من جنس من الأجناس إلا وفيهم الصالح والطالح البر والفاجر، المؤمن والكافر، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وراجع في تفصيل ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 114434، 118325، 135796.
وختاما ننبه السائل الكريم إلى أن من يبتغي غير الإسلام دينا فهو في الآخرة من الخاسرين. وراجع تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 136005.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني