الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إتيان الله ومجيئه ونزوله ليس كإتيان المخلوق ومجيئه ونزوله

السؤال

سألني أحد المارقين هذا السؤال: ربي ستحاسبني في مكان أنت فيه؟ أم في مكان أنا فيه؟ إذا كان في مكان أنا فيه فالله سينزل إلى مكان ـ حاشا لله ـ فيه الكفار، وإذا كان سيحاسب الكفار في مكان هو فيه يعني أنه سيرفعهم بذلك إلى مكان ذي عزة فيه الله، أريد جوابا شافيا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فأصل هذا الخلط والخبط أن يقيس العبد ربه على نفسه ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ والحق أن بين صفات الله تعالى وأفعاله، وبين صفات خلقه وأفعالهم، من الفرق كما بين ذاته سبحانه وذواتهم، فلا يصح عقلا ولا شرعا أن نقيس هذا على ذاك، فمجيء الله تعالى وإتيانه يوم القيامة للحساب والفصل بين العباد ليس كمجيء البشر وإتيانهم، ولا يلزم منه ما يتصور هذا المارق وأمثاله، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أما كون إتيانه ومجيئه ونزوله ليس مثل إتيان المخلوق ومجيئه ونزوله فهذا أمر ضروري متفق عليه بين علماء السنة ومن له عقل، فإن الصفات والأفعال تتبع الذات المتصفة الفاعلة، فإذا كانت ذاته مباينة لسائر الذوات ليست مثلها لزم ضرورة أن تكون صفاته مباينة لسائر الصفات ليست مثلها، ونسبة صفاته إلى ذاته كنسبة صفة كل موصوف إلى ذاته، ولا ريب أنه العلي الأعلى العظيم، فهو أعلى من كل شيء وأعظم من كل شيء، فلا يكون نزوله وإتيانه بحيث تكون المخلوقات تحيط به، أو تكون أعظم منه وأكبر، هذا ممتنع. اهـ.
وراجع في تفصيل ذلك الفتوى رقم: 128296.
هذا من جهة، ثم من جهة أخرى نقول: إنه لا يلزم من محاسبة إنسان لإنسان أن يجمعهما، أو يحيط بهما مكان واحد، فما بالك بالله تعالى وتقدس، الذي وسع كرسيه السموات والأرض، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة. رواه البيهقي في الأسماء والصفات، وصححه الألباني بطرقه.
وراجع لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 592096707.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني