الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية الاستعاذة في الصلاة وغيرها بلفظ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

السؤال

شيوخي الأفاضل أطال الله أعماركم: أود أن أسأل: حينما أردت أن أقرأ القرآن، أو أبدأ الركعة الأولي في الصلاة أستعيذ بالله، أقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولكنني سمعت من أحد الشيوخ أن هذه الصيغة غير جائزة وقد ورد حديث ضعيف حول هذه الصيغة، وأضاف هذا الشيخ: والأصح، إما أن تقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، أو أن تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه، فماهو الصحيح في ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فما ذكره هذا الشيخ خطأ بلا شك، بل التعوذ بهذا اللفظ مجمع عليه كما قال ابن قاسم في حاشية الروض، وهذا اللفظ هو المختار عند الجمهور، والأمر في الاستعاذة واسع ـ والحمد لله ـ وكيفما استعاذ حصل أصل السنة ومذهب جمهور العلماء أن المستحب أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لظاهر قوله تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم { النحل: 98}.

واستحب بعض العلماء بعض ما ذكر في السؤال والأمر واسع بحمد الله كما قدمنا، قال الموفق ـ رحمه الله: وصفة الاستعاذة أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهذا قول أبي حنيفة والشافعي، لقول الله تعالى: فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ـ وعن أحمد أنه يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، لخبر أبي سعيد، ولقول الله تعالى: فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ـ وهذا متضمن للزيادة، ونقل حنبل عنه أنه يزيد بعد ذلك أن الله هو السميع العليم وهذا كله واسع وكيفما استعاذ فهو حسن. انتهى.

وفي شرح المهذب للنووي ـ رحمه الله: قال الشافعي في الأم وأصحابنا: يحصل التعوذ بكل ما اشتمل علي الاستعاذة بالله من الشيطان، لكن أفضله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني