الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أقرضت أحد أصدقائي مبلغاً من المال قرضاً حسناً والآن أصبح يملك مالاً لسداده ولكنه يماطل في سداد مالي ولم آخذ منه سندا من باب الثقة والأمانة ألا يعتبر أنه آثم عاص لله بفعله هذا؟ وهل من كلمة له؟ مأجورين إن شاء الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالقرض الحسن -وهو الذي خلا من اشتراط فائدة، ولم يمنَّ به صاحبه على المدين- من أفضل القربات، وأوضح العلامات على قوة الصلات بين المؤمنين، فجزاك الله خيراً على إحسانك إلى صديقك وحسن ظنك به.
إلا أنه ينبغي أن يعلم أن حسن الظن لا يمنع من التوثقة والإشهاد على الدين ونحوها، كما أرشد الله تبارك وتعالى إلى ذلك، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ) [البقرة:282] .
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق صديقك لمقابلة الإحسان بالإحسان، ورد حقوق الآخرين إليهم عند الاستغناء عنها، لأن تأخيرها بغير عذر ظلم، لما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مطل الغني ظلم" وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله" .
ونذكره بوقوفه بين يدي الله تبارك وتعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، يوم يطلب منه أن يؤدي حقوق الآخرين فلا يستطيع، فيأخذ الله من حسناته فتعطى لهم، فإذا فنيت حسناته وبقيت عليه حقوق أخذ الله من سيئاتهم وطرحت عليه، ثم ألقي به في النار وبئس القرار.
نسأل الله تعالى له التوبة، وأداء الحق لأهله قبل الممات.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني