الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبب في كون عدم رفع الصوت بالقراءة قبل الجمعة أفضل

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمنحن في الجزائر نضع أشرطة قرآنية عبر مكبر الصوت قبل صلاة الجمعة فهناك من يقول: يجوز ذلك، والآخر يقول: لا يجوز فما هو رأيكم في هذا الأمر؟ويعتمد الذين يقولون بعدم الجواز بالآية الآتية: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا وأنصتوا له لعلكم ترحمون).والطرف الآخر يستند إلى: أن سماع القرآن عبر مكبرات الصوت يرقق من قلوب الناس الذين لا يدخلون المسجد ولا يصلون وربما هذا يجعلهم يستحييون.نرجو من سيادتكم إفادتنا في هذا السؤال. ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالأولى عدم رفع الصوت بالقرآن الكريم عبر مكبرات الصوت قبل صلاة الجمعة، سواء كان ذلك عن طريق قراءة مباشرة، أو عبر جهاز مسجل، ونحو ذلك.
لأنه يشغل الداخلين إلى المسجد للصلاة وتلاوة القرآن، وقد روى أحمد وصححه ابن عبد البر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن" .
وربما كان في جيران المسجد من هو مريض يتأذى برفع الصوت فلا يجوز إيذاؤه، ولهذا فلا عبرة بالمنفعة المرجوة من رفع الصوت مقابل هذه المفاسد، وقد تقرر عند الفقهاء: أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
وأما الاحتجاج على منع رفع الصوت بأن كثيراً من الناس لا يستمعون للقرآن، والله تعالى يقول: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف:204] ، ففيه نظر من جهتين:
الأولى: أن الآية مخصوصة بالاستماع والإنصات في الصلاة. قال الإمام أحمد في رواية أبي داود : أجمع الناس على أن هذه الآية في الصلاة.
الثانية: أن الآية لو كانت تشمل من هو خارج الصلاة، فهي أمر بالاستماع لا نهي عن الاستماع.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني