الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العمل عند عدم القدرة على التفريق بين المني والمذي

السؤال

أشكركم جميعا، وأدعو لكم جميعا أن يجعل الله جميع إجابتكم لي في ميزان حسناتكم، لأنكم موقع جميل ورائع، وجميع الشيوخ فيه شيوخ يحسون بمشكلة الإنسان، الله يسعدكم، وسؤالى ياشيخ هو: إنني إنسانة مريضة بمرض الوسواس القهري في جميع العبادات من صيام وصلاة ووضوء واستنجاء وطهارة واغتسال وتكبير وقراءة قرآن وكل حاجة، وسؤالي: هل الإثارة الشديدة، أو الإثارة عموما تسبب نزول المني أوالمذي فقط؟ أنا ياشيخ بنت ولست متزوجة، قرأت في كثير من المواقع أن المني يخرج بشهوة، أو لذة، وفي دار الإفتاء في مصر سألت لأنني كنت أغتسل كل يوم، فقال لي الشيخ عندما تحسين باللذة كاملة وتنتهي ينزل مني، أما مجرد إثارة، أو شهوة دون انتهاء اللذة فالذي ينزل مذي، ياشيخ مشكلتي أنني لا أعرف اللذة، أو الشهوة، لأنني غير متزوجة ومريضة بالوسواس، وحتى لو لم أتفرج على التلفزيون فعندما أرى حاجة تسبب لي الإثارة، وأحاول أن لا أفكر في حاجة تسبب لي الإثارة، وأحاول الهروب من نفسي، وفي بعض الأحيان أكون غير قادرة على أن أحدد إحساسي، وهل شعرت بإثارة شديدة، أو خفيفية، أو لذة، وأتعب من كثرة الاغتسال كل يوم، وخصوصا في رمضان، وأخاف أعمالى أن تروح علي، ومن التعب من الاغتسال أقول لا أغتسل، لأنني لا أعرف أن أحدد إحساسي، أو الذي نزل مني، أو أميز بين المني والمذي والرطوبات التي تنزل دائما من أي بنت في أي وقت دون إثارة، فكلها متشابهة مهما أقرأ صفات المني، ياشيخ الله يسعدك ويجعله في ميزان حسناتك جاوبني بوضوح ولا تحلني لفتوى أخرى وجاوبني على السؤالين: الأول: ما ذا أعمل إذا لم أعرف هل هو مني أومذي؟ الثاني: هل إذا لم أغتسل لأنني قدام ربنا لا أقدر أن أحدد إحساسي، أو أعرف اللذة والشهوة وأخاف جدا من دخول رمضان، وأود أن أموت قبله حتى لا تضيع أعمالي بسبب عدم طهارتي، أرجوك ياشيخ ساعدني في حل مشكلتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فاعلمي ـ عافاك الله ـ أن الله تعالى رحيم بعباده لطيف بهم لا يكلفهم من أمرهم عسرا، بل هو سبحانه أرحم بالعبد من الأم بولدها، واعلمي أنه سبحانه قد شرع لعباده الإعراض عن الوساوس ومجاهدتها لئلا يتسلط عليهم الشيطان بهذه الوساوس فيوقعهم في العنت والحرج، فعليك أن تعرضي عن الوساوس جملة ولا تلتفتي إلى شيء منها، وراجعي الفتوى رقم: 134196.

وإذا شككت في الخارج منك هل هو مني، أو مذي، أو رطوبة فإنك تتخيرين بين هذه الأشياء في قول كثير من أهل العلم، فتجعلين لهذا الخارج حكم ما شئت منها، ولا يلزمك الاغتسال، وراجعي الفتويين رقم: 158767، ورقم: 156687، وفيهما وفيما تضمنتاه من إحالات بيان صفة مني المرأة والعلامات المميزة له، وهي علامات واضحة لا يكاد يشتبه المني معها بغيره، فإذا تحققت من خروج المني بوجود العلامة المميزة له فقد وجب عليك الغسل وإلا فلا يلزمك أن تغتسلي، وإنما الحكم هو ما ذكرنا، ولا داعي لهذا الخوف الشديد فإنك إن تركت الغسل حال شكك في خروج المني واكتفيت بالوضوء فأنت ممتثلة لحكم الشرع طائعة لله عز وجل بذلك وبخاصة، وغالب الظن أن الأمر لا يعدو كونه مجرد وسوسة ينبغي لك مجاهدتها والإعراض عنها، وأما أمر اللذة فأمر معلوم بالحس يعرفه كل أحد سواء كان بالغا، أو غير بالغ، ومجرد الإثارة لا يقتضي خروج المني ولا يوجب الغسل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني