الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتطهر المصاب بالسلس للصلاة والطواف

السؤال

أرجو مساعدتي في مسألة حملتني الكثير من الهموم، وهي تتعلق بالطهارة، فأنا حالما أتوضأ أبدأ بالشعور بالانتفاخ في بطني، وأعرف جيدا أن هذه ليست وساوس، إذ إنني كثيرا لا أستطيع المحافظة على وضوئي حتى نهاية الصلاة، إذ تخرج مني الريح، وأحيانا تكون على شكل فقاعات هواء بلا صوت ولا رائحة. قرأت عددا من الفتاوى التي أفتيتم بها في هذا الموقع، وعلمت أن المصاب بانفلات الريح عليه أن لا يلتفت لهذا بشرط أن يتوضأ لكل وقت، ومما فهمته أن الذي يستطيع أن يتم الصلاة بوضوء واحد لا يدخل ضمن هذا، وأنا أحيانا أستطيع أن أصلي الفرض وجميع سننه بوضوء واحد، وأحيانا أستطيع أن أتمهم بوضوئين، وأحيانا لا أستطيع أن أكمل الوضوء نفسه، حيث إن هذا الأمر عشوائي، كما أنه لا توجد فترة طهر أنتظرها كما أفتيتم في عدة فتاوى؛ لذلك أتوضأ وأصلي، لكنني أحيانا يذهب خشوعي وأنا أفكر في أنه علي أن أحافظ على طهارتي، وكثيرا ما أختار آيات قصيرة وأسرع في الصلاة دون أن أذهب بالطمأنينة لكي أستطيع إكمال الصلاة قبل أن أفقد الوضوء. والمشكلة أنني وأهلي سنذهب قريبا ـ بإذن الله ـ لأداء العمرة وأنا أعلم أن الطواف يشترط له الوضوء، وأنا شبه واثقة أنني لن أستطيع المحافظة على وضوئي طوال الطواف، وحتى إن فعلت فسيكون معظم تفكيري في وجوب أن أحافظ على هذا الوضوء بدلا من الدعاء والشعور بالسعادة لوجودي في بيت الله، كما أنني لا أستطيع أن أخبر عائلتي بهذا الأمر لحرجي، كما لا يمكنني أن أخرج في كل مرة من الطواف لأعيد الوضوء لما في ذلك من مشقة وحرج كبير سينتابني، وهذا الأمر ينطبق على الصلوات التي سأصليها في الحرم، حيث إن الحمامات مزدحمة والطريق إليها كذلك، وقد لا أستطيع الوصول إليها لأتوضأ قبل دقائق فقط من الإقامة، فما الذي يجب أن أفعله؟ أفتوني جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان وقت انقطاع خروج الريح منك غير منضبط بحيث كان ينقطع مرة ولا ينقطع أخرى ويتقدم مرة ويتأخر أخرى، فحكمك حكم المصاب بالسلس، فيكفيك أن تتوضئي بعد دخول الوقت، وتصلي بوضوئك هذا - خرج شيء أو لا - وصلاتك صحيحة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 136434.

وأما الطواف: فيلزمك أن تتوضئي قبله ثم لا يضرك ما خرج منك ما دام وقت الصلاة الذي توضأت فيه باقيا كما يفعل المصاب بالسلس، وانظري الفتوى رقم: 140299.

وأما الصلاة فيجب عليك أن تتوضئي لها بعد دخول الوقت عند الجمهور، وليس شهود الصلاة مع الإمام واجبا عليك. ومن ثم، فنحن ننصحك أن لا تدخلي في خلاف العلماء، فإن عجزت عن الوضوء بعد دخول الوقت قبل إقامة الصلاة، فانتظري حتى تتمكني من الوضوء ثم تصلين ولو منفردة، فصلاتك منفردة إذا توضأت بعد دخول الوقت صحيحة بيقين، وصلاتك مع الجماعة بوضوء قبل الوقت في صحتها خلاف بين العلماء، والخروج من الخلاف أولى كما ذكرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني