الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فسق الأم يسقط حقها في الحضانة

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاما، متزوج منذ 3 سنوات، ولدي طفلة عمرها سنة واحدة فقط، ومنذ فترة حصلت عندي مشكلة صحية، وبعد الفحوصات تبين أنه سرطان لذلك منذ 3 أشهر ذهبت لأمريكا للعلاج، ولا زلت موجودا هناك لاستكمال العلاج، وقبل سفري قمت بالاتفاق مع زوجتي على أن تقضي فترة سفري عند أهلها أو بالأحرى هي طلبت ذلك فوافقت كي لا أتركها بالمنزل وحدها هي وابنتي، ولكن منذ 10 أيام قالت لي إنها تريد الذهاب إلى جدتي لزيارتها، فوافقت وفي نفس يوم ذهابها قمت بالاتصال بها، ولكن هاتفها كان مغلقا لذلك اتصلت بأختها وقالت لي إنها ذهبت منذ الصباح لمنزل جدتي ولم تعد حيث كان وقت المغرب، فقمت بالاتصال بمنزل جدتي ولكن جدتي قالت لي إنها لم تأت إليها اليوم، فاتصلت بأختها وبدأ القلق يعترينا، انتظرنا حتى الساعة العاشرة مساء ولم تعد، بدأنا بالبحث عنهم ولم نجدهم، أبلغنا الشرطة والشرطة بدأت بالبحث أيضا، ولكن في ثاني يوم جاء اتصال على جوال زوج أختي من سيدة قالت إن زوجتي وابنتي عندها بالمنزل وأنها وجدت زوجتي غائبة عن الوعي أمس فذهب زوج أختي وبعض من أقاربي إلى منزل السيدة كي يأخذوا زوجتي وابنتي، وهناك قال للسيدة لماذا لم تتصلي أمس وتبلغينا وأنه ليس مقتنعا من غيابها عن الوعي، لأنه من المستحيل أن تبقى غائبة عن الوعي يوما ونصفا من دون أن تصحو، وقال للسيدة إنه سوف يبلغ الشرطة عندها قالت له السيدة إنها لم تجدها أمس بل إنها اليوم أتت إلى بيتها هي وصديق ابنها وطلبوا منها أن تقول هكذا، وعندها أجاب شاب كان موجودا بالمنزل وقال إنها كانت معه بالأوتيل وأنه يحبها وتحبه، وعندها أبلغنا أهلها بذلك وطلبوا منا عدم عمل أي فضحية، وهم مستعدون لأي شيء، فطلبت منهم أن يتنازلوا عن حضانة ابنتي حيث عمرها لا زال سنة، وعندما قامت بالزنى أخذت ابنتي معها وهذا أكبر دليل أنها لا تستحق أن تكون أما، ومنذ يومين عندما طلب منهم زوج أختي أن يعملوا ورقة التنازل رفضوا وقالوا إنهم يريدون حقوق ابنتهم أي المؤخر وحضانة البنت. وسؤالي لكم أخي الكريم: إذا قمت برفع دعوى قضائية بالمحكمة الشرعية، فهل أستطيع أن آخذ حضانة ابنتي مع العلم أن لدي عدة شهود رأوهم مع بعض بسيارته، ولدي شهود من الأوتيل والسيدة التي اتصلت قالت إنها مستعدة أن تشهد؟ أرجو منكم المساعدة بانتظار ردكم على أحر من الجمر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت من وقوع زوجتك في علاقة محرمة فإنها لا تؤتمن على تربية ابنتها، ولا حق لها في حضانتها مادامت على تلك الحال، فإن الفسق من موانع الحضانة، كما بيناه في الفتوى رقم: 9779.

وانظر ترتيب مستحقي الحضانة في الفتوى رقم: 6256.

وعلى كل حال، فإن الأمر إذا عرض على المحكمة الشرعية فإنها ستفصل فيه على نحو ما يثبت عندها من البينات وما يترجح عندها من الأحكام، وحكم القاضي يرفع الخلاف ويقطع النزاع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني