الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أريد حلا واضحا لمشكلتي التي سببت لي مشاكل وإحراجات كثيرة: أنا مصاب بسلس ودي دائم على كلام الدكتور، وسؤالي هو: صفات ما يخرج مني تجمع بين صفات الودي وصفات المذي، فهو سائل لزج، وهذه من صفات المذي ولكن لونه أبيض وهذا من صفات الودي إن أطلت التفتيش عليه، وأيضا يخرج مني بعد البول أحيانا سائل شفاف لزج، فهل هذا الذي يخرج مني كسلس مذي أم ودي؟ وهل ما يخرج مني بعد البول أحيانا مذي أم ودي؟ وكيف هي طريقة الغسل؟ وهل يجب علي غسل الذكر والأنثيين؟ أم الاكتفاء بصب الماء على رأس الذكر للتخلص من النجاسة كما هو حال البول؟ مع العلم أن ما يخرج مني بلا شهوة، ومع العلم أن الدكتور حسب فهمي منه أنه يقيس حالتي على حالة سيدنا علي ـ رضي الله عنه ـ في الحديث المشهور، وأنه كان مذاء. لو سمحتم أريد أن أعرف ما الذي يخرج مني بالضبط؟ وأنا أتبع مذهب الإمام مالك في موضوع السلس، لأني مصاب بوسوسة شقت علي صلاتي لمدة طويلة نوعا ما، وإلى الآن وأنا ما زلت مصابا بها. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان السائل الذي تجده يخرج بعد البول وبدون شهوة فهذه مواصفات الودي كما أفاد الطبيب، إذ ليس من صفات المذي أن يخرج بعد البول أوبدون شهوة، والودي ماء أبيض خاثر يخرج عقب البول، وحكمه حكم البول سواء، فهو نجس يجب غسله أي غسل المكان المصاب به وهو ناقض للوضوء أيضا، قال ابن قدامة في المغني: وأما الودي فهو ماء أبيض يخرج عقيب البول خاثر، فحكمه حكم البول سواء، لأنه خارج من مخرج البول وجار مجراه. انتهى.

واعلم أن مجرد نزول ما ذكر سواء كان وديا أو غيره لا يعتبر سلسا حتى يستمر بحيث لا يتوقف فترة تتمكن فيها من الطهارة والصلاة دون أن ينزل، وانظر حكم طهارة وصلاة صاحب سلس الودي وغيره في الفتوى رقم:109990

أما إن كان يستمر فترة ثم يتوقف بحيث تستطيع الطهارة والصلاة فليس بسلس، بل عليك أن تنتظر حتى ينقطع هذا هو الراجح عندنا في حكم السلس، وانظر الفتوى رقم: 139745 لبيان ما يجب في حال نزول قطرات بعد البول.

وإذا اراد السائل أن يتبع مذهب مالك في هذه المسألة فله ذلك، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 150783

مع التنبيه على أنه ينبغي الحذر من أن يفتح على نفسه باب الوسوسة فيوقعه في الحرج والمشقة، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 148753

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني