الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قال لزوجته وهو غضبان أنت طالق طالق طالق وهي حائض

السؤال

حدث خلاف بيني وبين زوجتي وهي ببيت أهلها وتدخل أبوها بيننا وطردني من أمام بيته وقال لي أنت لست رجلا وقال لي ألفاظ أخرى لا أستطيع كتابتها لبذاءتها فغضبت غضبا شديدا وأخذت حجرا أريد أن أضرب به عمي فلم أستطع أن أمد يدي عليه ومن شدة الغضب ضربت وجهي ورأسي بالحجر حتى جرحت وجهي ورأسي ثم قلت له بنتك طالق طالق طالق، علما بأن زوجتي كانت حائضا ولم يسبق لي أن طلقتها من قبل، أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تلفظت بالطلاق حال غضب شديد أفقدك الوعي بحيث لم تكن تدري ما تقول، فلا شيء عليك، وأما إن كنت تلفظت بالطلاق مدركا لما تقول، فقد وقع الطلاق على زوجتك، وانظر الفتوى رقم: 35727.

واعلم أن طلاق الحائض محرم، لكنه واقع عند أكثر أهل العلم وهو القول الراجح، وانظر الفتوى رقم: 5584.

فإن كنت قصدت تكرار الطلاق بهذه الألفاظ فقد وقعت ثلاث طلقات وبانت زوجتك منك بينونة كبرى، خلافا لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي يعدها طلقة واحدة، أما إذا كنت لم تقصد تكرار الطلاق، وإنما كررت الألفاظ للتأكيد أو لم يكن لك قصد، فإنه لا يقع إلا طلقة واحدة، قال ابن قدامة: فإن قال أنت طالق طالق طالق وقال أردت التوكيد قبل منه، وإن قصد الإيقاع وكرر الطلقات طلقت ثلاثا، وإن لم ينو شيئا لم يقع إلا واحدة، لأنه لم يأت بينهما بحرف يقتضي المغايرة فلا يكنّ متغايرات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني