الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شرب الخمر في الدنيا حرمها في الآخرة

السؤال

أنا رجل مدمن خمر ولكن مع حبي للصلاة لازلت أصلي وأشرب الخمر وأنا أبكي ولكن لا أستطيع الخلاص منها. السؤال هو: ما هو حكم صلاتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن حبك للصلاة ومحافظتك عليها دليل واضح على أن فيك خيراً كثيراً، وأنك من معدن خير، فما عليك إلا أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، وتستعين به أولاً وأخيراً، وتطرد عنك وساوس الشيطان وتزيينه لمعصية الله تعالى، واستعن على ذلك باستحضار مراقبة الله تعالى، وأن الشيطان عدو الإنسان لا يسعى إلا لإيقاعه فيما يضره في دنياه، ويوبقه في نار جهنم في أخراه، كما قال سبحانه وتعالى عنه: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [الحجر:39-40] .
وعليك أن تعرف قدر نعمة العقل التي أنعم الله بها عليك، وأن لا تسعى إلى ما يضرها أو يؤثر فيها، فحفظ العقل من أوجب الواجبات على المرء شرعاً وطبعاً.
وعليك أن تنظر في عواقب الأمور، وأن لا تستبدل لذة زائفة زائلة بلذة حقيقة باقية، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة" متفق عليه.
وراجع الفتوى رقم: 10399.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني