الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

(عهد الله) يمين أم نذر

السؤال

أنا شاب قد من الله علي بالهداية والاستيقاظ من غفلة المعاصي، والرجوع إليه. والحمد لله محافظ على الصلاة ولكن في أيام قد أتكاسل عن تأدية صلاة السنة التي قبل أو بعد الفرائض (والحمد لله أؤدي الفرائض بأوقاتها ولا أتكاسل عنها) وكنت غضبان على نفسي من هذا التقصير فعاهدت الله أولا على السمع والطاعة، وعاهدته أن أحافظ على صلاة السنة. وهنا يكمن السؤال: هل المعاهدة وخاصة أنها ليست مع مخلوق إنما مع العظيم جل في علاه. هل المعاهدة هنا تعتبر من باب النذر؟ وإن عدت للتقصير مرة أخرى عن صلاة السنة ماذا يجب علي حينها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنهنئ السائل الكريم بنعمة الهداية والرجوع إلى الله تعالى، ونسأل الله لنا وله القبول والثبات على الحق والتوفيق لما يحبه ويرضاه.
وسبق أن بينا اختلاف أهل العلم في عهد الله وأقوالهم في ذلك فانظره مفصلا في الفتوى رقم : 29746. و الأقرب من أقوالهم ما ذهب إليه الأحناف والحنابلة من أن عهد الله يعتبر يمينا، وذلك لنهي الله تعالى عن نقض الأيمان بعد الأمر بالوفاء بالعهد فقال تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا [النحل:91].
ولذلك فالواجب أن تحافظ على السنة وفاء بعهدك، فإذا قصرت في ذلك لزمتك كفارة يمين، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد شيئا من ذلك فعليه صيام ثلاثة أيام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني