الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شق عليها السجود فقطعت الصلاة وصلت قاعدة فما حكم صلاتها

السؤال

أثناء أدائي لصلاة العصر أحسست بوجع في رأسي ورغبة بالتقيؤ كلما هممت بالسجود، فلم أتمم الصلاة وصليت ثانية لكن جالسة. هل صلاتي صحيحة؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :

فإن الذي عليه أهل العلم أنه يحرم قطع الصلاة المفروضة لغير عذر يمنع من إكمالها, قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ "(محمد : 33) . فكان الواجب عليك أن تكملي صلاتك فإذا أتيت عند السجود ولم تستطيعيه فلا عليك أن تجلسي وتومئي به فقط دون أن تقطعي الصلاة.

قال الحجاوي في زاد المستقنع: فإن عجز أو قدر في أثنائها انتقل إلى الآخر, وإن قدر على قيام وقعود دون ركوع وسجود أومأ بركوع قائما وبسجود قاعدا. انتهى.

أما إعادتك للصلاة جالسة فإن كنت غير قادرة على القيام فصحيحة, وإن كنت قادرة على القيام - وهذا المفهوم من السؤال - ومع ذلك صليت جالسة فقد أسقطت ركنا من أركان الصلاة دون عذر ولا يسقط من أركان الصلاة إلا ما عجز الإنسان عن الإتيان به لقوله تعالى : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ. ( التغابن : 16 ) , فإن كنت عاجزة عن السجود لمرض فإن السجود يسقط عنك ويمكنك الجلوس عنده والإيماء به، لكن لا يسقط عنك القيام لقراءة الفاتحة والاستواء بعد الركوع بل يجب أن تأتي بكل ركن تستطيعين الإتيان به من قيام وركوع وغيرها قال صلى الله عليه وسلم: صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً فإن لم تستطع فعلى جنب. رواه البخاري.

قال في الشرح الممتع: أما الفريضة؛ فصلاةُ القاعدِ القادرِ على القيام ليس فيها أجر؛ لأنها صلاة باطلة، لأنَّ مِن أركان الصَّلاة في الفريضة القيام مع القدرة.انتهى.

وعليه فيجب أن تعيدي صلاة العصر متى علمت الحكم ولا تنتظري وقتها من اليوم التالي .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني