الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله

السؤال

أحد الإخوة قال لي إنه يجب أن يكره المسلم النصراني، فقلت أنا لا أكرهه ولا أحبه. فقال: لا بد أن تكرهه وإلا تكون من مواليهم.
أرجو التوضيح، وخاصة في موضوع الكره هذا، وإن لم أكن أكرهه. فهل هذا ذنب أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، كما بينا بالفتوى: 98000 . فمن مقتضى الإيمان إذن أن يحب المسلم المؤمنين ويواليهم، وأن يبغض الكافرين ويعاديهم، وبغضه لهم أمر واجب لا خيار له فيه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: والواجب موالاة أولياء الله المتقين من جميع الأصناف، وبغض الكفار والمنافقين من جميع الأصناف، والفاسق الملِّي يُعطى من الموالاة بقدر إيمانه، ويعطى من المعاداة بقدر فسقه. اهـ.

وإذا قلنا إن بغض الكافر واجب، فمن ترك الواجب فإنه يأثم. فحكم الواجب كما ذكر علماء أصول الفقه أنه يثاب فاعله ويعاقب تاركه. ومن الأهمية بمكان أن نعلم أن بغضنا لهم لا يعني ظلمهم أو إيذاءهم ونحو ذلك، بل رخص الشرع في بر غير المحاربين منهم ومعاملتهم بإحسان، ولا سيما من كان منهم له صلة أو رحم تأليفًا لقلوبهم على الإسلام، كما هو مبين بالفتوى: 9896، والفتوى: 11768.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني