الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانتفاع بما اشتري بمال مكتسب من العمل في بنك ربوي

السؤال

كنت أعمل في البنك قبل ثلاث سنوات، وعندما خرجت من البنك تخلصت من كل الأشياء التي اقتنيتها آنذاك وبقيت عندي ثلاجة صغيرة لكن الآن عندما أردت التخلص منها قال لي أبي أعطها لنا فنحن بحاجة إليها وإلا لن آتي أبدا إلى بيتك، ولكن والدي يملكان ثلاجة أكبر منها ويريدان هذه الثلاجة فقط كمساحة إضافية، فقلت لهم سأحتفظ بها، لأنه ليست عندي ثلاجة حتى أحصل على جواب منكم, فأفتوني جزاكم الله خيرا: هل يجوز أن أعطي والدي الثلاجة المشتراة من مال حرام؟ أم أحتفظ بها مع عدم استعمالها؟ أم ماذا ترون؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما اشتريته براتبك الذي كنت تأخذه من وراء عملك في البنك الربوي لا يلزم التخلص منه ولا يحرم استعماله لتعلق حرمة المال الحرام بالذمة لا بما استهلك فيه وبالتالي، فلا حرج عليك في الانتفاع بتلك الثلاجة أو إعطائها لأبيك والواجب عليك هو أن تتخلص من قدر المال الحرام هذا إن كنت أقدمت على العمل المحرم عالما بحرمته، وأما إن كانت جاهلا بحرمته فحسبك التوبة بالإقلاع عن المال والندم عليه والاستغفار منه ولا يلزمك التخلص مما كسبته منه، لقوله تعالى: عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه { المائدة: 95}.

وانظر تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 32762.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني