الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم وجوب خدمة الأم لولدها الكبير وحكم استقلاله بالسكن عن والديه

السؤال

يا شيخ: نحن عائلة مكونة من ثلاثة أشخاص: ابن وأب وأم. مللت من الحياة في هذا المنزل، كله مشاكل ولا يمر يوم إلا وجدت فيه أن الأم تشاجرت مع الأب والأب كذلك مع الأم، الأم موظفه والأب كذلك، وأنا أعمل حسب توفر العمل. ما أعانيه أن الأم جراء عملها تقصر في توفير الخدمة لنا من إعداد الطعام وتنظيف المنزل وغيرها من خدمات، عندما أطالبها بذلك تقوم بالبكاء والدعاء علي بدعوى أنني جعلتها كالخادمة، وتقول إنني لست ملزمة بتوفير الخدمة لك وسيغضب الله عليك، وأنت من أي باب سيدخلك الله على فعلتك هذه. مللت ماذا أفعل أترك عملي وأجلس في المنزل لتنظيف ملابسي وتوفير الطعام. أليس من واجبات المرأة خدمة أهلها؟ ثم يا شيخ يرفضون أن أتزوج بدعوى أنني لم أجد وظيفة إلى حد الآن ثم من يعينني البيت لا أعرف كيف أصفه؟ أتمنى وأسر أمنياتي أن تجلس العائلة يوما سوية، فالأب في غرفته والأم في غرفتها إن وجدت، والابن في غرفة، مللت هذه الحياة حتى لم يشاركني أحد في مشاكلي وفي همومي ما أريد معرفته إن تركت المنزل واستأجرت منزلا وسكنت فيه لوحدي. هل أأثم بسبب تركي لأهلي وهم ليس لديهم من يكون بجانبهم علما أن أوضاعهم المادية جيدة وصحتهم جيدة ولا حاجة لوجودي إلى جانبهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجب على الأم أن تخدم ولدها الكبير بل واجب على الولد أن يخدم والديه إن احتاجا للخدمة.

قال الخادمي الحنفي في بريقة محمودية متحدثاً عن حقوق الوالدين: إذا احتاجا إلى الخدمة خدمهما. انتهى.

وفي غذاء الألباب للسفاريني: ومن حقوقهما خدمتهما إذا احتاجا أو أحدهما إلى خدمة. انتهى.

أما منع والديك لك من الزواج فلا حق لهما في ذلك ولا تلزمك طاعتهما في ترك الزواج، وانظر حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم : 76303
ويجوز لك أن تنفرد عنهم بالسكن ما دام ذلك ليس فيه تضييع لهما، لكن عليك برهم بكل حال.

قال ابن قدامة: فَأَمَّا الْبَالِغُ الرَّشِيدُ, فَلا حَضَانَةَ عَلَيْهِ, وَإِلَيْهِ الْخِيرَةُ فِي الإِقَامَةِ عِنْدَ مَنْ شَاءَ مِنْ أَبَوَيْهِ, فَإِنْ كَانَ رَجُلا, فَلَهُ الانْفِرَادُ بِنَفْسِهِ لاسْتِغْنَائِهِ عَنْهُمَا, وَيُسْتَحَبُّ أَنْ لا يَنْفَرِدَ عَنْهُمَا , وَلا يَقْطَعَ بِرَّهُ عَنْهُمَا. المغني.

وننبهك إلى أنّ حق الأم عظيم وعقوقها من أكبر الكبائر كما أن برّها من أعظم أسباب رضا الله، فعن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم قال. فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي. وانظر الفتوى رقم : 55048

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني