الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجر من يقترفون أقبح أنواع الفاحشة

السؤال

ما واجبنا نحن كمسلمين عندما نسمع عن أناس نعرفهم يمارسون الفاحشة بأبشع صفاتها, حيث يجتمع مجموعة من الأفراد مع عائلاتهم ويمارسون الجنس الجماعي مع زوجات وبنات بعضهم بعضا على مرأى ومسمع منهم، ويحدث تبادل للأزواج والبنات والأخوات ويمارسون الزنا وحتى اللواط، ووطء المرأة من دبرها مع بعضهم بعضا وكأنهم في غابة أو ليسوا بشرا، والمؤسف في ذلك أن كثيرا منهم مسلمون؟هل نزورهم ونبايعهم ونتعامل معهم أم أن تعاملنا في حدود الضروري كوجود عمل أو مصلحة دنيوية. إذ أنهم وصلوا لمرحلة غريبة من الدياثة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مثل هذه التصرفات إذا ثبتت عن هؤلاء الناس فلا شك في أنهم وصلوا من الدياثة إلى أبشع صورها وأتوا الفاحشة من أوسع أبوابها، وانتهكوا الحرمات وأغضبوا رب الأرض والسماوات، فيخشى عليهم أن يصيبهم مثل ما أصاب قوم لوط من النكال والعذاب أو أشد. فيجب على من اطلع عليهم أن ينكر عليهم أفعالهم هذه، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.

وإذا وجدت سلطة يمكن أن تردعهم فليبلغها حتى تأخذ على أيديهم، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن كما قال عثمان رضي الله عنه.

وينبغي أن يهجر هؤلاء فلا يتعامل معهم بشيء لا ببيع وشراء ولا تزاور ونحوه، ما داموا مصرين على قبائحهم البشعة ودياثتهم المنكرة، وقد يكون هجرهم واجبا حسبما تقتضيه المصلحة. وانظر الفتوى رقم: 134761.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني