الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ترك شرط الصلاة أو ركنها جاهلا هل يلزمه قضاؤها

السؤال

سؤالي: هناك صلاة لا أعلم هل كانت العصر أو المغرب أو العشاء.
المهم الجلسة الأولى أدركتها مع الإمام وكملت ما تبقى من ركعات، والركعة الأخيره قرأت التشهد ونسيت أو لم أقرأ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو الصلاة الإبراهيمية، مع أني لم أكن أعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ركن من أركان الصلاة. فهل علي شيء ؟ هل أعيد الصلاة أو بدعة !!
أفيدوني جزاكم الله خيرا .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وأن القدر الواجب منها والذي هو ركن هو قول: اللهم صل على محمد. وما زاد على ذلك من تتمة الصلاة الإبراهيمية فهو سنة, وانظر ذلك في الفتوى رقم: 136186.

فإن كنت تركت القدر الواجب من الصلاة على النبي في التشهد الأخير جاهلا فإن العلماء قد اختلفوا فيمن ترك شرط الصلاة أو ركنها جاهلا به هل يلزمه قضاؤها بعد علمه بالشرط أو لا يلزمه ذلك؟ بعد اتفاقهم على أنه إن علم في الوقت أعاد؛ لحديث المسيء في صلاته.

القول الأول: أنه يلزمه القضاء، وهو الذي نفتي به كما في الفتوى رقم: 58935.

والقول الثاني: لا يلزمه القضاء، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، واحتج بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر المسيء بقضاء ما فات من صلوات مع التقصير في أركانها، ولم يأمر المستحاضة بقضاء ما تركته من صلوات ظانة أنه حيض، ولم يأمر عمر وعمارا بقضاء الصلاة التي لم يتيمما لها حين أصابتهما الجنابة، ونظائر كثيرة تدل على ما ذهب إليه الشيخ.

ولا يخفى أن ما ذهب إليه شيخ الإسلام له قوة من جهة الأدلة وخصوصها في المسألة، إلا أنك إن أردت أن تحتاط لصلاتك -والأمر معك يسير إذ هي صلاة واحدة- فينبغي أن تعيدها وليس في الأمر بدعة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني