الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصير من ماتت وهي مصرة على ترك الحجاب

السؤال

هل المرأة التي تموت ولم تتحجب سوف تدخل النار دون انقطاع ولن يغفر الله لها ولن تشم رائحة الجنة؟ وما حكم من مات مريضا دون أن يصلي وذلك لعدم قدرته على الصلاة بسبب المرض؟ وهل يدخله الله النار؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فترك الحجاب من كبائر الذنوب، وقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم النساء الكاسيات العاريات بأنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، كما ثبت في صحيح مسلم، فعلى كل مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تتقي الله تعالى وتفعل ما أمرها به وتحرص على حجابها الذي هو عنوان عفتها وأمارة حيائها واستقامتها، وأن تعلم أنها على خطر عظيم إن أصرت على مخالفة الشرع، ولكن من ماتت وهذه حالها فهي من أصحاب الكبائر وسبيلها سبيل المصرين على كبائر الذنوب، فإن ماتت على التوحيد فهي تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عذبها بقدر ذنبها وإن شاء عفا عنها، كما قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء { النساء:116}.

فإن كانت امرأة قد ماتت وحالها ما ذكر فليجتهد في الاستغفار لها والدعاء لها بأن يرحمها الله تعالى ويتجاوز عنها.

وأما الصلاة: فإنها لا تسقط عن المكلف ما دام عقله ثابتا، فإن كان هذا المريض قد ترك الصلاة مع وجوبها عليه جاهلا بوجوبها فنرجو أن يغفر الله تعالى له، وينبغي الإكثار من الاستغفار والدعاء له، وإن كان تركها تفريطا وتهاونا فقد عرض نفسه لسخط الله تعالى وعقوبته، ولكن ينبغي الاستغفار والدعاء له كذلك بالمغفرة والرحمة ما دام من أهل التوحيد فإنه والحال ما ذكر من أصحاب الكبائر الذين هم تحت مشيئة الرب تعالى، ورحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني