الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل المرأة في مكان مختلط

السؤال

جزاكم الله خيرا على إرشادكم و على هذا الموقع.
أنا فتاة من تونس على أبواب زواج، وأعمل في شركة خاصة مرتبي محترم، أخرج للعمل من الساعة 7 و نصف صباحا و أرجع للمنزل الساعة 7 و 15 دق مساء، ليس لدي وسيلة نقل فأضطر لاستعمال وسائل النقل العمومي، وأعاني الكثير من الاكتظاظ و الزحام، و بعض الأحيان التحرش، أصبحت متوترة كثيرا ؛ فضيلة الشيخ أنا متحصلة على شهادة جامعية و محجبة، أريد بعد الزواج لبس الحجاب الشرعي و تكريس حياتي لزوجي، و لكن المشكلة أن ظروفنا المادية متوسطة تحتاج إلى تحسين، و حماتي تريدني أن أساعد زوجي و أن أشتغل و هو لا يمانع من البقاء في البيت، و لو أني أعلم أنه في الحقيقة يريدني أن أعمل. سيدي إن عملي فيه اختلاط وأنا أريد أن أعين زوجي ولكني أريد أن أعيش حياة دينية أطيع فيها زوجي و ألبي حاجياته، و أتفرغ لحفظ القرآن، مع العلم أني قنوعة ولا أحب التبذير والترف. أرجوكم انصحوني كيف أتصرف و ماذا أقول لحماتي لا أريد مصارحتها لأنها ستتدخل في حياتي و ستؤثر على زوجي، أفكر أن أقول لمؤجري بالعمل نصف الوقت و لكن هذا لا يحل المشكلة لأني لا أستطيع تجنب وسائل النقل و الاختلاط. أرجوكم أفيدوني بسرعة بوركتم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان هذا العمل المذكور فيه اختلاط بالرجال -كما ذكرت- وأن الخروج إليه يقتضي استخدام وسائل المواصلات التي فيها اختلاط أيضا ومنكرات فلا يجوز لك الاستمرار فيه إذا كنت مستغنية عنه والحالة هذه، فالاختلاط أمره خطير، ومفاسده عظيمة كما بينا بالفتوى رقم 3539 فإذا أردت السلامة لدينك فاتركي هذا العمل، ومن يتق الله يجعل له مخرجا* ويرزقه من حيث لا يحتسب.. هذا وعد الله في كتابه، وهو سبحانه لا يخلف وعده. وليس من حق حماتك التدخل في أمر يخصك، ولا يجوز لك مجاملتها في أمر يتعلق بدينك وعرضك، ولا بأس بأن تحاولي إقناعها بأسلوب لطيف بمبررات تركك العمل، ويمكنك أن تبحثي عن عمل تتحصلين منه على راتب مع الحفاظ على دينك ولو كان هذا الراتب دون الأول. ولمعرفة المزيد فيما يتعلق بعمل المرأة وضوابطه راجعي الفتوى رقم 3859.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني