الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاختلاط والخلوة بالأجنبية مدعاة للفتنة

السؤال

الحمد لله نحمده ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، أيها السادة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: لدينا مكتب تجاري ومعنا عمال، وبنت بمفردها تعمل معنا، بعض الأحيان أبقى وحدي مع هذه الفتاة وأنا متزوج باثنتين، ولكن لم يمنعها هذا الأمر من أن تطاردني دائما لأزني بها، أرجو جواباً صريحاً ماذا أعمل في هذا الأمر إني أعلم بأن هذه الفتاة محتاجة لهذا العمل مادياً لإكمال دراستها، وإني مؤمن ولكن أخشى ألا أملك نفسي. وشكراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما دامت هذه الفتاة تعمل معكم بمفردها، وتتعرض لك دائما وتحاول إيقاعك في فاحشة الزنى معها، فالواجب عليك هو طردها من العمل فوراً، وذلك لتحافظ على إيمانك ويسلم لك شرفك، وترفع عن نفسك المنكر، فحفظك لدينك وشرفك أولى من نفع هذه الفتاة بشيء من المال لتستعين به على إكمال دراستها، لأن حفظ الدين مقدم على حفظ المال، سواء كان المال للنفس أو للغير، ودفع المفاسد مقدم على جلب المصالح، ويبدو واضحاً أن هذه الفتاة ماجنة. فبقاؤها ربما يسبب لك الفساد، وسخط الله عليك، وسوء سمعة لك وعارٍ تعرف به بين الناس. وربما أفسدت غيرك من العاملين معك، ولو كانت هذه الفتاة دينة شريفة لبحثت عن عمل مناسب لها ضمن الضوابط الشرعية، والتزمت بالحجاب والبعد عن مخالطة الرجال الأجانب، والتعرض لهم والخلوة بهم ونحو ذلك، وعلى كل حال فالواجب عليك إبعاد هذه الفتاة عن هذا العمل، ونسأل الله تعالى أن يمنَّ عليها بالتوبة والإقلاع عن قبح صنيعها، وييسر لها مالاً مباحاً تسد به حاجتها، إنه على كل شيء قدير.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني