الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم الطبيب الذي تسبب لقلة خبرته في موت المريض

السؤال

موضوع الفتوى : قتل الخطأ
أنا طبيب أخصائي في التخدير والإنعاش، وحدثت معي القصة قبل حوالي 5 سنوات عندما كنت لا أزال طبيبا مقيما للاختصاص في السنة الأولى ( في نهاية الأولى ) وهي أنه جاءني مريض لإجراء عمل جراحي لاستئصال الزائدة الدودية، وفي هذه الفترة كنت ما أزال حديث عهد بالاختصاص وخبرتي قليلة ،ولكن ظروف المشفى وقلة عددنا كانوا يتركوننا لنباشر التخدير لوحدنا في ذلك الوقت، وبعد أن بدأت التخدير وحاولت كل جهدي لأعمل كل شيء على أصوله ولكن كان يراودني شك أن هناك شيئا غير طبيعي ولم أقدر على تحديده لأن نوعية أجهزة المراقبة كانت سيئة، ولم يكن عندي الخبرة الكافية بالمراقبة من خلال لون المريض، والذي حدث أنه بعد مضي حوالي 30 دقيقة ونتيجة لتطور اضطراب في عمل القلب هنا أدركت أن حدثا كبيرا قد صار، وبدأت بالإنعاش القلبي الرئوي لأكتشف وقتها أن صماما في جهاز التخدير قد تم تحويله بالاتجاه المعاكس ( في الاتجاه المعين يتم تزويد المريض بالأكسجين والأدوية التخديرية، ولكن أحيانا يتم وضعه بالاتجاه المعاكس عند حالات معينة من المرضى ليتم تزويده بالأكسجين من خارج الجهاز ) ولكن لسوء حظي وحظ المريض كان هذا المريض من المرضى الذين يجب وضع الصمام لديهم بالاتجاه المعين وليس المعاكس، وتم تزويد المريض بالكسجين أثناء الإنعاش ولكنه كان قد تعرض لفترة كافية من نقص الأكسجة بحيث يتأذى الدماغ لديه، ولكنه لم يمت حيث تم وضعه على جهاز تنفس اصطناعي في العناية المشددة وأمضى فيها حوالي 10 ايام وتوفي بعدها ( بأسباب متعددة منها الإنتانات)
الفكرة أنني في وقتها كنت خائفا بشدة ولم أعرف ماذا أعمل وسكتت عما حدث، وتم إنهاء الموضوع من قبل مدير المشفى ورئيس القسم على أنه اختلاط طبي وارد الحدوث ولم يكبر الموضوع وانتهى.
بالنسبة لي أنا أصوم حاليا الشهرين المتواصلين ولكنني غير مرتاح، وأخاف كثيرا وأفكر بالموضوع ليل نهار وخصوصا من أجل موضوع الدية، مع ملاحظة أن الطبيب المسؤول عني في وقتها كا ن بعيدا عني هو من تركني لوحدي. فهل تقع الدية علي وحدي أم يجب أن تكون مناصفة بيننا، مع العلم أن هذا الطبيب أيضا لا أعرف أين هو حاليا .
إذ أن البحث عن الأهل الآن صعب جدا، ولكن في حال وجدت الأهل ماذا سأقول لهم وأخاف من فكرة أن ينتقموا مني ويقتلونني. أنا محتار ولا أعرف ماذا أفعل أنيروني بنور الله وشكرا لكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الحال أنك باشرت إسعاف المريض بدون خبرة كافية ونتج عن ذلك وفاته فالضمان لازم لك لأجل تفريطك وتقصيرك، وانظر الفتوى رقم : 5178 لتعرف الحال التي فيها يضمن الطبيب، وأما الطبيب الآخر فلا يلزمه ضمان، لأنه وإن فرط في عمله بعدم الإشراف عليك لكنه لم يكن منه إتلاف لنفس المريض لا بالتسبب ولا بالمباشرة، والواجب عليك هو أن تستحل أولياء هذا الشخص أو أن تدفع الدية إليهم وهي على عاقلتك، ولا مسوغ لخوفك من أن يقتلوك إذ أنك لم تتعمد إزهاق روحه، والغالب على الظن أنهم يعفون عنك إذا رأوا صدقك في أداء ما يلزمك.

وراجع الفتوى رقم : 120386 ، والفتوى رقم :129756 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني