الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خسر مالا في القمار ثم استرده في جولة أخرى فما الحكم؟

السؤال

ذهبت مع أصدقاء لي في إحدى المرات إلى كازينو. خسرت بعض المال ولكن بعد وقت ربحته مرة أخرى (نفس المبلغ). فهل يعتبر حرامًا، علماً بأن المبلغ الأصلي كان حلالًا؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ارتكبت إثمًا عظيمًا، وأتيت منكرًا جسيمًا بتعرضك للعب القمار، وتجب عليك التوبة النصوح إلى الله تعالى والندم على ما فرط منك، واعلم أن المال الذي ربحته من الميسر سحت محرم لا يجوز لك الانتفاع به، وإنما يجب عليك رده إلى صاحبه إن كان معلومًا أو الصدقة به إن كان صاحبه مجهولاً.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لعب الميسر (القمار) من كبائر الذنوب، والمال الذي يكتسب منه سحت يحرم الانتفاع به بإجماع المسلمين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون. انتهى.

وجاء في الموسوعة الفقهية: مَا يَكْسِبُهُ الْمُقَامِرُ هُوَ كَسْبٌ خَبِيثٌ، وَهُوَ مِنَ الْمَال الْحَرَامِ مِثْل كَسْبِ الْمُخَادِعِ وَالْمُقَامِرِ، وَالْوَاجِبُ فِي الْكَسْبِ الْخَبِيثِ تَفْرِيغُ الذِّمَّةِ مِنْهُ بِرَدِّهِ إِلَى أَرْبَابِهِ إِنْ عَلِمُوا وَإِلاَّ إِلَى الْفُقَرَاءِ. انتهى.

وأما ما خسرته من المال، فإن أمكنك استرداده ممن قامرك فهو حقك يجوز لك أخذه، وإلا فلا حق لك في أن تنتفع بمال غيرك عوضًا عما خسرته من مالك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني