الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتطور الإنسان في جانب دون جانب

السؤال

هل مر الإنسان بأطوار نموه وتحضره بالطور البدائي؟ وهل هناك حقا أناس بدائيون؟ وهل هذه المقولات تتعارض مع قول الله عز وجل: (وعلم آدم الأسماء كلها...)؟وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله عز وجل أخبرنا في كتابه بأنه علم آدم الأسماء كلها، وهذا فيما يظهر من اللفظ أنه تعليم للأسماء فقط، كما قال ابن عباس: علمه القصعة والقصيعة والفسوة والفسية، أي علمه أسماء صغار الأمور وكبارها، وما يستحى منه وما لا يستحى منه، على أن قول المحققين من أهل العلم أن اللغة لا تزال في اتساع، فكلما حدثت مسميات جديدة أحدث لها الناس أسماء، وهكذا...
وأما علم الصنائع وتركيب الذوات، فليس في الآية تعرض لهذا، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية تدل على أن الإنسان لم يزل يتطور في صنائعه وحرفه. فقد قص الله علينا قصة ابني آدم إذ قتل الأخ أخاه، ولم يهتد إلى كيفية دفنه، حتى بعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه.
وذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم: أن إبراهيم عليه السلام اختتن وهو ابن ثمانين سنة بالقدُّوم، وهو الفأس على رواية تشديد الدال، ونحن نرى ما وصل إليه الإنسان اليوم في هذا المجال.
والمهم أن تطور صنائع الإنسان وحرفه وآلاته أمر لا يسع العاقل إنكاره، وهو أمر لايكذبه الشرع ولا يعارضه.
هذا إذا كان مقصود السائل تطور معارف الإنسان في صنائعه وآلاته وحرفه، وأما إذا كان مقصوده تطور نمو الإنسان نفسه -كما يقوله بعض الملاحدة- فقد سبق بيان زيف ذلك في فتوى سابقة برقم: 4755 فلتراجع.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني