الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز التكلف واختلاق الأزمات الصحية لتخويف من لا يصلي بطمأنينة

السؤال

ما صحة هذا الموضوع؟ انتبهوا الصلاة السريعة تقتل، إن الصلاة التي يؤديها البعض كنقر الدجاج ستلقيه بحتفه:
1ـ الحركة المفاجئة للعضلات خاصة إن اعتمدت في الوضوء على وضوء الصلاة السابقة يؤدي تسريع ضخ الدم من وإلى الدماغ والقلب مما قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة الدموية وبالتالي جلطة.
2ـ الركوع والسجود السريعان: خاصة إذا كان النظر إلى أعلى قد يؤدي إلى انزلاق القدم للخلف والسقوط إلى الأمام على الجبهة مؤديا ارتجاجا في المخ وبالتالي غيبوبة ثم وفاة.
3ـ الصلاة وتأخيرها إلى ما بعد الغداء فيها مخالفة السنة بالإكثار من الطعام، وتأديتها بسرعة يؤدي إلى خروج الطعام من المكان الذي دخل منه.
4ـ مع الزمن يحدث انزلاق لفقرات الظهر من الانحناء الخاطئ والسريع أثناء تأدية الركوع والسجود.
5ـ إنهاء الصلاة بسرعة قد يؤدي إلى تمزق في أعصاب الرقبة الحساسة أو أحد عروق الدم فيها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن الطمأنينة فرض في الصلاة لا تصح الصلاة بدونها، ولكن لا يجوز التكلف واختلاق الأزمات الصحية لتخويف من لا يصلي بطمأنينة، فهذا يعتبر من الكذب، وما ذكر في السؤال إنما يسأل عن صحته علماء الطب، ويبدو لنا أن فيه من التكلف الذي لا يحمد الشيء الكثير, وما ذكر من أن تأخير الصلاة إلى ما بعد الأكل مخالف للسنة هو قول غير صحيح، بل عدم التأخير ـ مع سعة الوقت ـ هو المخالف للسنة، وقد بوب البخاري في صحيحه بابا فقال: بَاب إِذَا حَضَرَ الطَّعَامُ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَبْدَأُ بِالْعَشَاءِ، وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مِنْ فِقْهِ الْمَرْءِ إِقْبَالُهُ عَلَى حَاجَتِهِ حَتَّى يُقْبِلَ عَلَى صَلَاتِهِ وَقَلْبُهُ فَارِغٌ. اهـ

ثم ساق عدة أحاديث في مشروعية تأخير الصلاة إلى ما بعد الأكل، ومنها أن ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ وَلَا يَعْجَلْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ.

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ وَتُقَامُ الصَّلَاةُ فَلَا يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرُغَ، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ.

وَقَالَ زُهَيْرٌ وَوَهْبُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ عَلَى الطَّعَامِ فَلَا يَعْجَلْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ، وَإِنْ أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ. اهــ.

ثم القول إن فيه مخالفة السنة بالإكثار من الطعام غير مفهوم أصلا، إذ لا تعقل علاقة بين تأخير الصلاة عن الطعام وبين الإكثار من الطعام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني