الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الملك العضوض والملك الجبري والخلافة الإسلامية

السؤال

سؤالي هو: بعد الثورات المباركة وسقوط الطواغيت الذين لم يحكموا بما أنزل الله تبارك وتعالى، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة. هل نحن في زمن الملك الجبري أي الرئيس أو الحاكم يتشبث بالحكم حتى وإن قتل شعبه ؟ والخلافة الإسلامية القادمة بحول الله هل ستكون بعد خروج الدجال أم قبله وبارك الله فيكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالملك العضوض هو الذي يصيب الناس فيه الظلم والجور، والملك الجبري هو الذي يكون فيه عتو وقهر.

قال ابن الأثير في "النهاية": "ثم يكون ملك عضوض" أي: يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنهم يعضون فيه عضا، والعضوض من أبنية المبالغة. وقال أيضا: " (ثم يكون ملك وجبروت) ؛ أي: عتو وقهر. انتهى.

ولتنظر الفتوى رقم: 120711 ، ولا يبعد أن يكون ما ذكر في السؤال مرادا في الحديث.

وأما الخلافة الإسلامية القادمة فإن كان مرادك بها ظهور المهدي فإنه يكون قبل الدجال كما تدل عليه ظواهر النصوص، وانظر الفتوى رقم: 127313. ولا يقتضي هذا ألا تكون خلافة قبل زمن المهدي، فإن المسلمين متى تمسكوا بدينهم واعتصموا بحبل الله تعالى مكن الله لهم في الأرض وأظهرهم على عدوهم، كما قال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا {النور:55}، . وكون ذلك قريبا ليس على الله بعزيز.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني