الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا

السؤال

أريد أن أسأل عن معنى آية: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا. هكذا ووضع الاِبهام على مفصل الخنصر الاَيمن، قال فقال حميد لثابت : تحدث بمثل هذا ! قال فضرب ثابت صدر حميد ضربة بيده وقال : رسول الله صلى الله عليه وآله يحدث به وأنا لا أحدث به. هذا حديث صحيح على شرط مسلم.
فهل معنى هذا الحديث أن الله ظهر منه مقدار الخنصر أم أن لله خنصرا؟؟؟؟ وإذا أثبتنا التجلي هل ذلك يحد من الله؟
وشكرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن نص الآية: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا {الأعراف:143}.

ومعناها كما في تفسير الطبري: قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: فلما اطّلع الرب للجبل، جعل الله الجبل دكًّا، أي: مستويًا بالأرض، وخر موسى صعقا، أي: مغشياً عليه .. وعن ابن عباس قال : ما تجلى منه إلا قدر الخنصر.

وقال ابن القيم في مدارج السالكين: إن الله سبحانه أراد أن يري موسى من كمال عظمته وجلاله ما يعلم به أن القوة البشرية في هذه الدار لا تثبت لرؤيته ومشاهدته عيانا لصيرورة الجبل دكا عند تجلي ربه سبحانه أدنى تجل.
وأما الحديث فلفظه -كما في مستدرك الحاكم على الصحيحين- عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: في قوله عز وجل { فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا } قال حماد: هكذا ووضع الإبهام على مفصل الخنصر الأيمن قال: فقال حميد لثابت: تحدث بمثل هذا؟ قال: فضرب ثابت صدر حميد ضربة بيده وقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث به وأنا لا أحدث به. قال الذهبي في التلخيص: على شرط مسلم. وفي الترمذي عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: { فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا } قال حماد: هكذا وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة إصبعه اليمنى قال: فساخ الجبل { وخر موسى صعقا. صححه الألباني.
وفي معجم الطبراني الأوسط عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: في قول الله عز وجل { فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} أشار النبي بالخنصر فمن نوره جعله دكا.

وقد اختلف في معنى التجلي للجبل اختلافا كثيرا لا تتسع الفتوى لذكره، فصار الجبل دكا مستويا بالأرض لأدنى تجل منه - سبحانه وتعالى- كما في رواية الطبراني " وأشار النبي بالخنصر؛ فمن نوره جعله دكا" وهو ما أراد حماد بن سلمة -أحد رواة الحديث- توضيحه بوضع طرف إبهامه على أنملة إصبعه اليمنى لبيان قلة ما حصل من التجلي.
وليس في الحديث ما يشير إلى أن لله تعالى خنصرا.. وليس فيه ما يحد من الله سبحانه وتعالى، وإنما فيه اندكاك الجبل مع قلة ما حصل من التجلي كما ذكرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني