الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب عمري 23 ملتزم بالصلاة، ومحافظ على الصيام، مطيع لوالدتي.
يا شيخ أنا تعاطيت المخدارت عشر مرات فقط (تجربة) وفي المرة الأخيرة أغمي علي، وذهبت إلى المستشفى، وبعدها عاهدت الله ونفسي أن لا أجربها. وبعد 8 شهور من امتناعي عنها أصابتني أمراض واضطرابات نفسية شديدة، أنواع من الهلوسة والاكتئاب، والوسواس والتضييع. ولي الآن سنة ونصف وأنا مريض.
سؤالي يا شيخ: هل لي أجر على صبري على هذا المرض أم أنه عقاب. أتمنى أن تنصحوني وخاصة أني أرفض حتى الآن استخدام أدوية نفسية. فماذا أفعل من جهة الشرعية؟
أنا لا أستطيع أن أصلي في المسجد حتى الجمعة ولا أدري ما ذا أفعل انصحني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما ذنبك السالف فنسأل الله أن يتجاوز عنك وأن تكون توبتك توبة نصوحا، وأما ما أصابك من البلاء فإنه من المصائب التي تؤجر بلا شك إذا صبرت عليها، والآيات والأحاديث في فضل الصبر ومثوبة أهله كثيرة جدا، قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.{الزمر:10}. وقال: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون. {البقرة:156:155}. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من يرد الله به خيرا يصب منه. فاصبر واحتسب ولا تتسخط قدر الله تعالى، فإن كل ما يقضيه سبحانه لعبده المؤمن هو خير له، إن أصابته سراء فشكر كان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له.

وأما تركك التداوي فليس مما ينبغي بل الذي ينبغي لك هو أن تأخذ بأسباب التعافي من هذا المرض بما في ذلك الرجوع إلى الأطباء الثقات، والاستعانة بهذه الأدوية المجرب نفعها بإذن الله. وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي فعليك باتباع سنته صلى الله عليه وسلم والسعي في أسباب العلاج. وعليك بالرقى الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فإنها من أنفع الدواء، وجاهد نفسك حتى يمن الله عليك بالتخلص من هذا الداء، وأما تركك الجمع والجماعات فإن كان بسبب عجزك عن شهودها لغلبة الوسواس فنرجو أن تكون معذورا بذلك، وانظر الفتوى رقم: 143203 .

لكن عليك بمجاهدة نفسك والسعي في التخلص من هذا المرض، والله تعالى يعينك ويسددك إذا صدقت في هذه المجاهدة كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}. وللمزيد حول علاج الوسوسة انظر الفتويين: 134196، 51601 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني