الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل هذه الأمور تستدعي طلب الطلاق

السؤال

ارتبطت بزوجي بعد فترة خطوبة لمدة سنتين، وكنت أتوقعه رجلا يتحمل مسؤوليتي ويحنو علي وعائلة جديدة تحتضنني، حيث إنني أنا وأمي وأخي منفصلون عن أبي لمشاكل, لكن منذ البداية ظهر عدم اهتمامهم بي لدرجة أنهم أكدوا لي أمام جميع الحاضرين في خطوبتي على عدم حضوري خطوبة أخي زوجي والتي كانت بعد خطوبتي ب 3 أيام، وبرروا ذلك بعدم اتساع المكان وعدم ملائمته مما أحرجني كثيرا، وبعد الخطوبة بأسبوع سافر خطيبي للبلد العربي الذي يعمل فيه مهندسا وترك لي مهمة إعداد شقة الزوجية، بل والبحث عن شقة إيجار جديد حيث اتفق مع أمي على أن شقة الزوجية سيبنيها مع أصحابه، ولكنه لم يصحبنا لرؤية الأرض وأوكل لأبيه التصرف في الورقيات مع أصدقائه بعد سفره، وقمت بإيجاد الشقة وإعدادها في إطار مبلغ محدد، وتم الزواج رغم ظهور عدم الاهتمام من قبله وأهله خلال هذه الفترة، وقضى زوجي فترة شهر لم تتم فيها علاقة زوجية ناجحة، وسافر وتركني بكرا لمدة 4 شهور، ونزل إجازة لمدة أسبوعين وتمت العلاقة وحملت منه بطفل وسافر بعد الأسبوعين وتركني في فترة حملي الأول، وكل اتصالي به من خلال التليفون والنت رغم أننا كنا متفقين على عدم سفره بعد الزواج ولكن دائما يقول الظروف، ووالدتي عندها ظروف صحية وأخي صغير وأهله لا يساعدون بأي شيء، وبعد إلحاح مني سافرت له لمدة شهر واحد وأنا في شهري الخامس، وكانت علاقتنا جيدة في هذا الشهر رغم أنه أخبرني في آخره أن فرح أخيه بعد ثلاثة أيام وقال لي لن تذهبي وأحرجني جدا، وعندما سألته عن السبب في هذه الطريقة السيئة لإبعادي عن أي مناسبة أنكر وقال خوفا عليك من أجل الحمل وكنت مسافرة له في بلد آخر، ورجعت وأكملت فترة حملي وحدي، بل وأخبرني وكانت علاقتنا متوترة، لأنه أخبرني أنه لم يدخر أي مال من سفره وصرف المال في الإجازات ـ الأسبوعين والشهر الذي ذهبت له فيه ـ وهنا جن جنوني لأنه يخبئ عني بعد كل ما تحملته، وقبل الولادة دبت مشكلة بيننا أوضحت له عدم تحمله مسؤوليتي وتركي لأهلي، وأوضحت له أن أخي الذي كنت أعتمد عليه في كل شيء قدمه كسرت ويمشي بعكاز وكذلك أمي تمشي بعكاز، فقال لي ظروف عملي الجديد لن تسمح بقدومي عند الولادة، ولكنه سيبعث لي وأسافر إليه بعد الولادة لنعيش سويا، وتعبت جدا في حملي، وكانت أمي فقط معي وساعدتنا ابنة خالتي وزوجها في أول يوم، وعندما علم أهله أتوا مثل الضيوف، بل وقالوا كلاما ضايقني وأصابني اكتئاب حمل لمدة شهرين لرؤية أمي وأخي وهما بعكاز يخدمونني، وزوجي وأهله أهملوني كالعادة، وبدأ يكلمني بطريقة سيئة بعد حملي نتيجة المشاكل، وأصبحت غير قادرة على تحمله ولكن سافرت له بعد شهرين ومعي ابنه، وحاولت بعد كل تعبي النفسي أن أقاوم وأبدأ من جديد، لكنه هو الذي كان متغيرا من ناحيتي وتهرب من العلاقه الزوجية بحجج غير آدمية جرحتني كالعادة، وعندما أخبرتة عن سؤال أمي عن بناء شقة الزوجية أخبرني أنه لا أحد يحق له التدخل بعد زواجنا في هذه الأمور, وهنا طلبت منه الانفصال لكنه رفض وقال إننا لا بد أن نحاول، لأن بيننا ولدا وأنا لا أشعر بأي حميمية من ناحيته، ولا أشعر بالأمان وعندما أناقشه في الانفصال يقول لي إن الله لن يقف معي ولن يبارك لي إن تم الطلاق لأنني بهذا أخرب بيتا، فأعصابي تعبت وأبكي يوميا وأريد رأي الدين، فهل لي الحق في الانفصال عنه لعدم شعوري بالأمان بعد ما مر بي؟ مع العلم أنه لا توجد علاقه زوجية لمدة أربعة أشهر منذ قدومي رغم تباعدنا فترة ستة أشهر منذ آخر إجازة؟ وهل هذه أسباب كافية للطلاق؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلعلك صاحبة السؤال الذي أجبنا عنه بالفتوى رقم: 170861.

وعلى كل، نزيدك هنا بيانا بأن الأمور المتعلقة بعلاقتك بأهل زوجك وتركهم دعوتك لحضور حفل زواج أخيه ونحو ذلك مثل هذه الأمور لا تسوّغ لك طلب الطلاق ولا ينبغي أن تكون مثارا للخلاف بينك وبين زوجك، كما أن الواجب على الزوج أن يوفر لزوجته مسكنا مناسبا ولا يشترط أن يكون المسكن مملوكاً له، وإنما يكفي أن يملك منفعته بإجارة أو إعارة أو غيرها، قال الشربيني الشافعي: ولا يشترط في المسكن كونه ملكه قطعا، بل يجوز إسكانها في موقوف ومستأجر ومستعار.

أما تركه معاشرتك مدة طويلة تتضررين منها، فذلك ضرر يسوغ لك طلب الطلاق، وإنما تنهى المرأة عن طلب الطلاق من غير بأس، قال السندي: أَيْ فِي غَيْرِ أَنْ تَبْلُغَ مِنَ الْأَذَى مَا تُعْذَرُ فِي سُؤَالِ الطَّلَاقِ مَعَهَا.

لكن الأولى ألا تتعجلي في طلب الطلاق، وإنما تتفاهمي مع زوجك وتصارحيه بأن لك حقا عليه في المعاشرة، كما بيناه في الفتوى رقم: 132367.

فإن كانت به علة بدنية أو نفسية تمنعه من المعاشرة فليلتمس علاجها عند المختصين فإن لكل داء دواء ـ بإذن الله ـ
وننصحك بالاستعانة بالله وكثرة دعائه فإنه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني