الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مكتب التشغيل يستحق العمولة كاملة إن قام بتأمين العمل المتفق عليه

السؤال

اتفقت مع صاحب احد مكاتب السفر أن يقوم بتأمين عقد عمل لي في تركيا وأن أعطيه مبلغ 1000 دولار (500 دولار قبل توقيع العقد و 500 دولار أتنازل له من مرتب اول شهر أمام جهة العمل-أي بعد توقيع العقد) طلبني للسفر سوية وقبل السفر أعطيته مبلغ 500 دولار (في دمشق) ووقعت على ورقة أتنازل من خلالها عن 500 دولار لصاحب المكتب وسافرنا الى تركيا سوية وعند وصولنا للشركة قالوا لنا انه تم الغاء الاوراق (بسبب خطأقامت به الشركة) وقالوا أنهم سيعيدون تقديم الاوراق الى وزارة العمل من أنقرة (لأن السفارة كانت مغلقة حينها في دمشق) لكن هذا العمل يستغرق مدة شهر(فقلت له إني لا أرغب في العودة الى سوريا لان وضع مدينتي _حمص_ صعب) فقامت الشركة بإرسالنا إلى شركة أخرى في مدينة أخرى للعمل لديها بصفة مؤقتة (لمدة شهر) فذهبت مع صاحب مكتب السفر إلى هناك وجرى اتفاق شفهي بينه وبينهم (أنا لم أفهم الاتفاق بسبب عدم معرفتي للغة )وقامت الشركة بأعطائي سلفة (مبلغ 500 دولار)ليدي فقام صاحب المكتب بسحب المبلغ من يدي مبرزا ورقة التنازل بعد فترة 3 أسابيع اتصل بي وكيل الشركة الاساسية قائلا لي إنه علي الذهاب إلى دمشق لاستلام (الفيزا)فذهبت وتقابلت مع صاحب المكتب وطالبته بمبلغ 500 دولار (الثانية)وقلت له إنها ليست من حقه لأني لم أوقع أي عقد وقلت له إن شروط العقد المؤقت تختلف لحد الآن وإني أخاف من أن يكون المرتب الشهري مختلفا فقال لي إني أذهب وأكمل مدة الشهر و أقبض باقي مرتبي ثم أذهب لمكان عقدي الدائم بعد إلحاح مني أعطاني مبلغ 100 دولار على أن أعيدها له عندما أقبض مرتبي (الأول) رجعت الى تركيا وأكملت الشهر الاول وعند سؤالي عن المرتب قالوا لي إنه تم أعطائي كامل المرتب(500 دولار) منذ البداية وإنه ليس لي شيء (علما أنه في شروط عقدي الأساسي فإن مرتبي هو مبلغ 1000 دولار) تركت هذا العمل وذهبت إلى مكان عقدي الأساسي الذي أصبح جاهزا وهناك تقابلت مع صاحب مكتب السفر وطالبني بمبلغ ال 100 دولار فقلت له إنه يوجد الكثير من الخلل في شروط الاتفاق المؤقت وأني لم أقبض مرتبي الاول . فقال لي إنهم قاموا بالاحتيال علي وإنه لا يتحمل أي مسؤولية (لأنه اتفق معهم أن يعطوني مبلغ 1000 دولار ) وإنه أنا من أتحمل مسؤولية الخلل ؟؟ لأني قبلت بالعمل المؤقت.. في النهاية رفضت أن أعيد له مبلغ ال 100 دولار وطالبته بمبلغ تعويضي فرفض وقال لي إنه عندما أعطاني مبلغ ال 100 دولار كان دينا وليس له علاقة بالاتفاق ثم ذهب كل واحد في سبيله دون أن نفتح الموضوع ثانية.
هل تعتبر ال 100 دولار دينا ويجب عليً إعادة مبلغ ال 100 دولار لصاحب المكتب ؟؟ وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمثل هذه المنازعات يتعذر فيها الحكم بناء على قول طرف دون الآخر، ولكن نقول إن كان صاحب المكتب قام بما التزم به من تأمين عمل لك حسب الاتفاق بينكما فيجب عليك أن تسلم له عمولته كاملة كما يجب عليك أن تسدد دينه عليك، جاء في كشاف القناع: فمن فعله أي العمل المسمى عليه الجعل ـ والسمسرة وعمل هذا المكتب داخلة في الجعالة ـ بعد أن بلغه الجعل استحقه كدين استقر أي كسائر الديون على المجاعل، لأن العقد استقر بتمام العمل فاستحق ما جعل له. اهـ.

أما إذا لم يقم بالعمل كاملا ولكنك استفدت بما قام به فله أجرة مثل عمله يقدرها أهل الخبرة في مثل هذه الأعمال، جاء في الموسوعة الفقهية في مسائل الجعالة، وَقَال الْمَالِكِيَّةُ: يُسْتَثْنَى مِنْ عَدَمِ اسْتِحْقَاقِ الْعَامِل الْجُعْل إِلاَّ بِإِتْمَامِهِ الْعَمَل ثَلاَثُ صُوَرٍ: الأُْولَى: مَا إِذَا حَصَل الاِنْتِفَاعُ بِالْعَمَل السَّابِقِ الَّذِي لَمْ يُتِمُّهُ الْعَامِل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني