الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس القهرية لا ينبني عليها طلاق

السؤال

أنا مريض بالوسواس القهري، وتم تشخيصه من قبل فترة. وقد أتاني هذا المرض في أمور العبادة والحلال والحرام، والحج، وأمور كثيرة كلها ذات علاقة بأمور دينية حساسة. وأنا أحاول من فترة أن أجد استشاريا نفسيا ولكن مواعيدي نظرا لظروف عملي صعبة، ولكن إن شاء الله هناك استشاري أحاول أن أقابله هذا الأسبوع.
يا شيخ أنا صرت متلخبطا، صارت تأتيني أفكار سوداوية عن الطلاق وأنا لا أريده، لكن تأتيني خواطر أحس أنها تفرض نفسها فرضا، وقد تعوذت كثيرا ولكن تأتيني هذه الأفكار. سألت أكثر من شيخ وقال لي هذه وسوسة وأن لا ألتفت لها. مشكلتي يا شيخ أنني أكون أتكلم مع زوجتي في موضوع عادي مثلا تقول كيف إن شاء الله في المستقبل نبني بيتنا في بلدنا عندما نعود من الغربة، أقول لها ما في مشكلة لكن أجلس هنا في بلد الغربة قليلا لكي أوفر فلوسا وأنت خليك هناك. وفجأة يأتيني كلام أو خاطر في نفسي" أنت بهذا الكلام تقصد كناية الطلاق" وأبدأ في حيرة في أمري أليس الشخص ينوي قبل أن يقول شيئا وليس بعده. وصرت خائفا أن أكون وقع مني طلاق ولكن كيف وأنا أصلا كنت أتحاور حوارا عاديا مع زوجتي بكل ود؟ هل هذه وسوسة أو حقيقة؟ والله أنا في حيرة. هل ينطبق علي حديث: لا طلاق في إغلاق. هذه الخواطر تحدث معي كثيرا وأنا صرت غير قادر على التمييز هل نويت أو لم أنو ؟ هل يمكن أن الواحد نيته تتغير أثناء أو بعد الكلام؟ أفيدوني الله يخليكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالطلاق يقع باللفظ الصريح أو الكناية مع نية إيقاعه حال كون الزوج مختارا مدركا لما يقول، أما الكناية من غير نية فلا يقع بها الطلاق.

قال ابن قدامة : .. والكناية لا يقع بها الطلاق حتى ينويه. المغني. وكذلك الطلاق الواقع بسبب الوسوسة غير واقع، كما بينا ذلك في الفتوى رقم :56096
وعليه؛ فما ذكرته مجرد وساوس لا يترتب عليها طلاق.

قال ابن قدامة : وإذا لم يدر أطلق أم لا فلا يزول يقين النكاح بشك الطلاق. المغني.

فالذي ننصحك به أن تعرض عن هذه الوساوس وتحذر من التمادي فيها فإن عواقبها وخيمة، ومما يعين على التخلص من هذه الوساوس : الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء ، وراجع الفتاوى أرقام : 39653، 103404، 97944، 3086، 51601
وللفائدة يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني