الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الشرع من تزويج المعتوه

السؤال

لي أخ وصل من العمر 30 عاما ونرى ـ نحن إخوته جميعا ـ عدم أهليته للزواج، وكم تمنينا والله أن يتزوج ولكن مشكلته أنه غير واع بما يدور في المجتمع أي تستطيع أن تقول عنه إنه غير طبيعي وحاولنا الكشف عليه مرارا ولكن لم نصل لشيء فصحته جيدة ومن جانب آخر لا تستطيع أن تقول عليه أهبل وإنما عاقل تماما، فأفضل وصف له أنه خائب جدا، مثال ذلك قال له أحد زملائه نزوجك ولكن بشرط أن ننام مع زوجتك أول يوم، فوافق فورا، ومثلا تشعر كثيرا أنه منزوع المروءة والشهامة والشجاعة والنخوة، فمثلا لو أن والده يضرب أمامه لوقف يشاهد لا أكثر خجلا من أن يفعل أي شيء، فهو خجول جدا لدرجة الخيبة، ومثال آخر كان مصابا مثلا بدمل صغير في أعضائه التناسلية فطلبت أمي منه أن تشاهده فما كان منه إلا أن قام برفع الجلابية وسمح لها بمشاهدة أعضائه دون أي إحراج، علما بأنه طبيعي جدا خارجيا، والخلاصة أننا نخاف أن نظلمه بعدم زواجه كما أننا نخاف أن نظلمه بتزويجه، فهل حرام علينا إن تركناه دون زواج بالرغم والله أن الحالة ميسورة والحمد لله ولكن كيف يتزوج مثل هذا ومن أين يأتي بالغيرة على زوجته؟ كما أننا نخاف أن يجعلنا مسخرة في المجتمع بعد زواجه، فماذا نفعل؟ أفيدونا في هذه الحالة أفادكم الله، وهل الزواج فرض عين حتى لو كان متوقعا منه الضرر؟ علما بأنه لا يطلب الزواج إلا إذا سألناه هل تريد الزواج؟ فيقول نعم ليس إلا، فماذا نفعل؟ وفي نفس الوقت كثير من الناس يرشدوننا إلى تزويجه ولكن معظمهم تشعر أنهم يريدون الضحك والاستخفاف في نفس الوقت، فماذا نفعل في مثل هذا الأمر؟ وهل هذه الحالة لها مسمى في الشرع؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه الحالة قد تكون نوعا من العته، فقد جاء في تعريف المعتوه ما ذكره الشبراملسي الشافعي في حاشيته على نهاية المحتاج حيث قال: وفي المختار: المعتوه الناقص العقل، وقد عته فهو معتوه بيّن العته. انتهى.

وعليه، فيمكن حمل المجنون على من زال عقله بالكلية، والمعتوه على من عنده أصل العقل لا كماله، وقد سبق لنا بيان حكم تزويج المجنون ومن في حكمه كالمعتوه وذلك بالفتوى رقم: 124106، وقد أوضحنا فيها أنه يجوز تزويجه وأنه قد يلزم الولي تزويجه إذا احتاج إلى الزواج، وقد تعلم حاجته بظهور بعض علاماتها كالتعرض للنساء كما ذكر بعض أهل العلم، فإن ظهرت الحاجة ولم يزوجه وليه مع قدرته على ذلك فإنه يأثم، وإن لم تظهر الحاجة فلا إثم في عدم تزويجه، وأما ما ذكر من خوف الضرر بتزويجه فقد يحصل ما هو عكسه وهو أنه إن كان في حاجة إلى الزواج ولم يزوج فربما لجأ إلى فعل الفاحشة فيقع الضرر عليه وعلى أهله من هذه الجهة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني