الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عالج طائرا فتسبب في أذيته

السؤال

أريد أن أسأل عن حكم أذية طائر دون قصد, حيث لاحظت في عين حمامة تورما بسبب شيء أبيض بداخل عينها كنت أخرجه من عين حمامة أخرى وكنت أستيطع أن أخرجه ولكن هذه الحمامة كان هذا الشيء عالقا وثابتا في مكانه في عينها لذلك حاولت أن أخرج الجسم عدة محاولات دون جدوى وكان قصدي الخير وهو إخراج الجسم الأبيض، المهم أنني تركت الحمامة لأنني لم أستطع إخراج الشيء من عينها ثم بعدها أردت أن أعاين وأطمئن على عين الحمامة مرة أخرى فوجدها ملتهبة كثيرا وعلمت أنه بسببي وبسبب محاولتي لإخراج الشيء من عينها كما كنت أفعل فأحضرت لها قطرة لالتهابات العين بعدما علمت أنه يجوز استخدام الأدوية البشرية للطيور فوضعت منها على عينها ولكن بدون تحسن، بل إن عينها قفلت وأصبحت ملتهبة ويخرج منها ماء، أعلم أنني تسرعت في عدم الاستشارة ولكنني كنت أريد إراحتها خوفا من التهاب عينها، أشعر بذنب كبير وضميري غير مرتاح, وشعرت أنها لن تستطيع أن تأكل وحدها, فكنت أطعمها ومرة كنت أريد إطعامها فنظرت إلى عينها وحاولت إخراج هذا الجسم الأبيض ووجدته قابلا للخروج هذه المرة وبالفعل قمت بإخراجة وذهب التورم، ولكنني رأيت أن عينها أصبحت حمراء وبها دم فحزنت كثيرا، فلم أكن أقصد كل ذلك بل كنت أريد معالجتها وإراحتها ولكن حدث كل ذلك للأسف فطلبت من أبي أن يقوم بذبحها للاستفادة بها ويكون ذلك أرحم لها وأريح فأرجو إفادتي أرجوكم هل علي كفارة في هذا؟ وماحكم المعالجة الخطأ للطيور؟ فأنا نادمة كثيرا، فأرجوكم وضحوا لي حكم مافعلت وهل علي إثم؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج عليك فيما فعلت بناء على اجتهاد منك أنه يمكنك معالجة ما بها ولم تقصدي أذيتها ولا التسلية بها فلا كفارة عليك ولا إثم، بل لك الأجر في إطعامك لها ورحمتك بها، لقوله صلى الله عليه وسلم: في كل كبد رطبة أجر. رواه البخاري.

ولو أردتم ذبحها للانتفاع بها فلا حرج عليكم في ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني