الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل براءة الذمة من الديون

السؤال

أنا أعاني من هلع شديد وتفكير دائم بعذاب القبر، وأفكر بالدين، ولا أدري ماذا أخذت ولا أتذكر شيئا من الماضي. فكيف لي أن أسدد هذا الدين وهل أتصدق بنيته .أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالخوف من عذاب القبر أمر حسن، لكن لا بد أن يحول المسلم هذا الخوف إلى خوف صحي يحمله على القيام بالواجبات وأداء الحقوق ليكون على رجاء النجاة من هذه الأهوال العظيمة.

وأما بخصوص الديون فالأصل براءة ذمتك إلا أن تتيقني أن ذمتك مشغولة بدين فيلزمك الوفاء به، فإن ذكرت صاحب الحق لزمك أداؤه إليه إن أمكن ولا تبرئين إلا بذلك، وإن جهلت صاحب الحق أو عرفته وعجزت عن إيصاله إليه فتصدقي به على الفقراء والمساكين

قال عز الدين بن عبد السلام: ولو شك هل لزمه شيء من ذلك أو لزمه دين في ذمته، أو عين في ذمته، أو شك في عتق أمته أو طلاق زوجته، أو شك في نذر أو شيء مما ذكرناه فلا يلزمه شيء من ذلك، لأن الأصل براءة ذمته، فإن الله خلق عباده كلهم أبرياء الذمم والأجساد من حقوقه وحقوق العباد إلى أن تتحقق أسباب وجوبها. انتهى.

وإن تصدقت خشية أن يكون عليك حق نسيته فهذا حسن. والصدقة فعل خير ولن يذهب أجر ما تبذلينه فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، وانظري الفتوى رقم 9216.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني