الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج بدون ولي ولا شهود باطل يجب فسخه

السؤال

تزوجت قبل 4 أشهر، وهذا الزواج لم تحضره عائلتي ولا عائلة زوجتي، فأنا أولا لم أخبر والدي، ولكن الفتاة التي تزوجتها أخبرت أنها تريد الزواج، ولكن أخاها الكبير رفض هذا الزواج رفضا قاطعا، وقال لها إما الزواج وإما أن تذهبي إلى أوربا ـ لأنها تريد أن تذهب إلى أوربا ـ فقالت له أنا أريد الزواج حاليا فرفض، وبعد ذلك أنا وهذه الفتاة اتفقنا على الزواج السري بدون حضور الولي، فما حكم هذا الزواج؟ وماذا نستطيع أن نفعل الآن؟ أرجوكم انصحوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أسأت حين أقدمت على هذا الزواج من غير أن تسأل عما إن كان جائزا الإقدام عليه ابتداء أم لا، فيجب على المسلم سؤال أهل العلم عما يجهل حكمه إن كان عازما على الإقدام على فعله، قال تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}.

وأما أن تسأل بعد الفعل، ففي هذا من التفريط والتساهل ما لا ينبغي أن يصدر من مسلم، وخاصة إذا كان هذا الأمر يتعلق بالفروج، والزواج له شروط يجب أن تتوفر فيه حتى يكون صحيحا، ومن أهم هذه الشروط الولي والشهود، كما بينا بالفتوى رقم: 1766.

فهذا الزواج الذي تم من غير ولي ولا شهود زواج باطل، فالواجب فسخه، وإذا رغبتما في الاستمرار فيجب تجديد العقد على الوجه المشروع بإذن الولي وحضور الشهود، وراجع الفتوى رقم: 154241.

ولمعرفة من هو أولى بتزويج المرأة راجع الفتويين رقم: 63279، ورقم: 22277.

وإذا امتنع الولي عن تزويجها من غير مسوغ شرعي فلها أن ترفع أمرها للقاضي الشرعي أو من يقوم مقامه، فإن ثبت عنده العضل زوجها أو وكل من يزوجها، فالسلطان ولي من لا ولي له، وانظر الفتوى رقم: 67198.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني