الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: اللهم أكرم نزله ووسع مدخله

السؤال

عند الدعاء للميت نقول: ( اللهم أكرم نزله ووسع مدخله) فما معنى هذا الدعاء؟
جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما ذكر في السؤال جزء من دعاء دعا به النبي - صلى الله عليه وسلم- في صلاته على جنازة أحد المسلمين كما جاء في صحيح مسلم وغيره عن عوف بن مالك - رضي الله عنه- قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول: اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر أو من عذاب النار. قال: حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت.
ومعنى الجملتين – كما قال شراح الحديث- النُزُل بضم النون والزاي: المكان الذي يهيأ للنزول فيه، وبسكون الزاي: ما يهيأ للقادم من الضيافة الخفيفة ونحوها أول نزوله إلى أن تهيأ له المائدة الرسمية، ومنه قول الله تعالى: نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ. أي: اجعل نزله الذي يقدّم إليه أول مجيئه إليك كريماً واسعاً طيباً..

"ووسع مدخله" أي اجعل مكان دخوله- قبره- واسعا مريحا..
جاء في شرح بلوغ المرام لعطية سالم: القبر ضيق، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعو أن يوسع- فيه للميت- ولا يمكن أن يسأل رسول الله شيئاً مستحيلاً، فيمكن أن يوسع القبر، وقد جاء في الحديث أنه روضة أو حفرة، والروضة لا تكون ذراعاً، ويكون صاحبها مضغوطاً عليه، بل يفسح له مدّ البصر، فهنا يتحقق : ووسع مدخله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني